قال: وما أمارة السفهاء، يا رسول الله؟
قال صلى الله عليه وآله: أمراء يكونون بعدي، لا يهدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون علي حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، ويردون علي حوضي (1).
وملخص القول: إن هذه الآيات والروايات التي قرأتها، تخبرنا عن ظهور أئمة فسقة وأمراء كذابين وحكام دجالين يحكمون بعد النبي صلى الله عليه وآله فهم سادة الكفر وقادة الضلالة والانحراف، وإنهم خونة خانوا الله ورسوله والمؤمنين، يسوقون أولياءهم وأتباعهم نحو الكفر، ويقتلون مخالفيهم على مخالفتهم لهم، وهم يتخذون الصلاة وأحكام الدين لعبا، فمن والاهم على ذلك وصدقهم وأعانهم في ذلك فلا يمت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بشئ، وإنه صلى الله عليه وآله برئ منهم وهم في يوم القيامة مزحزحون عن الحوض.
وأما الذين يضادون الخلفاء المزورين والأمراء المختلقين الذين تبرأ منهم النبي صلى الله عليه وآله، وكذا الذين يمتنعون عن تأييد هؤلاء ويأبون تصديقهم، فهؤلاء لا ريب أنهم يكونون على دين النبي صلى الله عليه وآله وتؤول عاقبتهم إلى الخير ويردون حوض الكوثر في يوم الدين.
ولا يخفى عليك إن طائفة كبيرة من الأمراء الذين تصدوا إمارة المسلمين بعد النبي صلى الله عليه وآله لم يتحلوا بالمواصفات والمعايير الدينية والعلمية التي يجب تواجدها في إمام المسلمين وزعيمهم وخليفتهم حتى تكون إطاعتهم واتباعهم واجبة وضرورة