ولا يخفى أن معاوية هو أحقر وأشأم من سعد لأنه لو لم يكن قد سمع بحديث أنت مع الحق وحديث المنزلة قبل سماعه من أم المؤمنين أم سلمة زوج الرسول التي يعتمد على روايتها الشيعة والسند لكانت المسألة هينة ولكنه قد سمع وتغاضى عنه وهو في الحين نفسه سن سنته السيئة " لعن أمير المؤمنين عليه السلام وسبه على المنابر وفي صلاة الجمع " دامت سبعين سنة بحيث لما أمر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز بالكف عن شتم علي عليه السلام على المنابر فقط صاح به الناس الذين تأسوا بمعاوية وقالوا: تركت السنة وغيرتها (1).
فعلى هذا فلو كان لحديث " أنت مع الحق " و " المنزلة " هذه الدرجة من الأهمية بحيث يتمنى معاوية أنه لو كان قد سمعه من النبي صلى الله عليه وآله أن يخدم عليا عليه السلام مدى حياته، إذن فلا ريب أن مخالفة علي عليه السلام والانحراف عنه تعتبر إنكارا للحق، فكيف إذا آلت هذه المخالفة إلى محاربته وقتال أصحابه وسبه والأمر بلعنه عليه السلام الذي سنة معاوية. فهل هو شئ غير الكفر ومخالفة الإسلام والنبي صلى الله عليه وآله؟
4 - معاوية يعترف بفضائل علي عليه السلام ويعطي جائزة للشاعر أخرج العلامة الجويني بسنده قال: اجتمع الطرماح الطائي وهشام المرادي ومحمد بن عبد الله الحميري - وهم من أشهر شعراء العرب - عند معاوية، فأخرج - معاوية - بدرة ووضعها بين يديه فقال: يا شعراء العرب، قولوا قولكم في علي بن أبي طالب عليه السلام ولا تقولوا إلا الحق، فأنا نفي عن صخر بن حرب - أي إني لست ابن صخر - إن أعطيت هذه البدرة إلا من قال الحق في علي عليه السلام:
فقام الطرماح فتكلم في علي عليه السلام ووقع فيه!!
فقال له معاوية: إجلس فقد علم الله نيتك ورأي مكانك.