والذين حضروا مراسم الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودفنه مجموعة كبيرة من المسلمين على رأسهم بنو هاشم، فقد جاء عن زيد بن أرقم: " لولا أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وغيره من بني هاشم اشتغلوا بدفن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبحزنهم فجلسوا في منازلهم ما طمع فيها من طمع " (1).
الفصل الثاني: أين دفن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غرفة عائشة أم في غرفة فاطمة؟
أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يدفن في المكان الذي يموت فيه. ويذكر أن حجرات أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في قبلة المسجد (2) فمنها رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر قد وقف في مقام إمام الجماعة فخرج وأزاحه عن مكانه وصلى هو (صلى الله عليه وآله وسلم) إماما بالمسلمين (3).
والغرفة التي دفن فيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي غرفة فاطمة (عليها السلام) التي مات فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجر علي بن أبي طالب (صلى الله عليه وآله وسلم). فأصبحت قبرا ومزارا له (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قال من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي.
ولم تكن عائشة في غرفة فاطمة (عليها السلام) التي دفن فيها الرسول بل سمعت صوت المساحي من غرفتها كما قالت (4).
ثم دفنت الدولة فيها أبا بكر وعمر. ومنع الأمويون دفن الحسن (عليه السلام) فيها ثأرا لرفض الناس دفن عثمان الأموي فيها.
ولم تدفن عائشة فيها لأنها غرفة فاطمة (عليها السلام) وليس غرفتها ثم زيفت الدولة الأموية ملكية غرفة فاطمة (عليها السلام) التي دفن فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لصالح عائشة، لبيان موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجرها.