وكمال عقلها (1).
أي أن خديجة ماتت وعمرها خمسون سنة، قضت منه خمسا وعشرين سنة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، خمس عشرة سنة قبل البعثة وعشر سنوات بعد البعثة.
الفصل الرابع: هل جاءت خديجة للعبادة في حراء؟
وكان عبد المطلب قد رفض عبادة الأصنام ووحد الله تعالى (2) وركن إلى عبادة الله تعالى في غار حراء، وإطعام الطير والوحش هناك (3). فكان يصعد حراء في شهر رمضان ويطعم المساكين جميع الشهر (4).
لذلك سمته قريش بإبراهيم الثاني (5) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن الله يبعث جدي عبد المطلب أمة واحدة في هيئة الأنبياء وزي الملوك (6). فغار حراء يستحق الزيارة للعبادة فيه والسير على خطى محمد (صلى الله عليه وآله) وأجداده.
وظاهر الأمر أن عبد مناف، وهاشم، وعبد المطلب، وعبد الله، وأبا طالب وسائر أجداد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد عبدوا الله عز وجل في غار حراء، وأصبح ذلك الغار مقدسا مطهرا يستحق نزول القرآن الكريم فيه (7).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجاور بحراء في كل سنة شهرا، (وهو غار صغير في جبل