فإن تعجب فعجب سكوت مثل الخطيب عن سند هذا شأنه صونا لكرامة الأمويين (1).
لقد وجد الأمويون أعمال عثمان بن عفان فعالجوها بأكاذيبهم المعروفة فغلبت على البعض وغلب البعض عليها.
فعذروا عثمان بتمريضه لرقية في معركة بدر ولم تكن مريضة حينها، ولانعدام التخطيط الأموي المحكم في الكذب فقد عذره آخرون منهم بأنه مرض بالجدري!
ولما كانت رقية قد ضربت وقتلت في قضية معاوية بن المغيرة الأموي فقد قدم الأمويون وأذنابهم زمن موتها فقالوا بموتها في معركة بدر!
ولما وجدوا أكاذيبهم لا تنفع مع الواقع والأحاديث الصحيحة في طرد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعثمان من مراسم دفن رقية المكناة بأم كلثوم فقد وضعوا روايات في تزويج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عثمان من أختها أم كلثوم. وأن أم كلثوم هي التي ماتت بعد معركة أحد!
ولكن الروايات الصحيحة الكثيرة فضحتهم وكشفتهم وبقيت الأسئلة المطروحة عليهم دون جواب منهم حول قضية معاوية بن المغيرة الأموي وضرب عثمان لرقية حتى الموت وفرار عثمان من بدر وأحد والرضوان ومنع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعثمان من حضور مراسم دفن رقية.
من منع البكاء على المظلومين؟
لقد دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للبكاء على حمزة قائلا: على مثل حمزة فلتبك البواكي وبكى هو عليه وعلى رقية أمام المسلمين.
وتأثر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بموت رقية ومظلوميتها المرة فقال الحقي بسلفك الصالح عثمان بن مظعون، وفاطمة (عليها السلام) على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر (2).