قال: بات علي عليه السلام ليلة خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم إلى المشركين على فراشه ليعمي على قريش، وفيه نزلت هذه الآية.
وروى أيضا عن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما قال: أول من شرى نفسه عز وجل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، كان المشركون يطلبون رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم فقام عن فراشه وانطلق هو وأبو بكر واضطجع علي عليه السلام فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم في مكانه، فجاء المشركون فوجدوا عليا ولم يجدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم. قال الإمام الصالحاني: وكان علي رضوان الله تعالى عليه تلبس بالدواج الأخضر اليماني الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم وقت المنام، ونام مكان رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، فقد جزم عزمه على أن يفدي نفسه ويبذل مهجته دون رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، وكذا قال علي عليه السلام عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قال:
وقيت بنفسي خير من وطي الحصا * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر وبات رسول الله في الغار آمنا * موقى وفي حفظ الإله وفي ستر فبت أراعيهم وما يثبتونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر