شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٠ - الصفحة ٦٥
الآية الحادية والعشرون قوله تعالى: " ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم " سورة آل عمران: 154.
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الحسين بن الحكم الحبري في " ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام " (ص 6 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب طاشقند في روسيا) قال:
حدثنا علي بن محمد، قال حدثني الحبري، قال حدثنا حسن بن حسين، قال حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله " ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة معاسا يغشى طائفة منكم " الآية، نزلت في علي عليه السلام، غشيه النعاس بأحد (1).

(1) وقال فخر الدين الرازي في " التفسير الكبير " (ج 9 ص 44 ط القاهرة) في ذيل الآية الكريمة:
واعلم أن الذين كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد فريقان:
أحدهما: الذين كانوا جازمين بأن محمدا عليه الصلاة والسلام نبي حق من عند الله وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وكانوا قد سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينصر هذا الدين ويظهره على سائر الأديان، فكانوا قاطعين بأن هذه الواقعة لا تؤدي إلى الاستئصال، فلا جرم كانوا آمنين وبلغ ذلك الأمن إلى حيث غشيهم النعاس، فإن النوم لا يجئ مع الخوف، فمجئ النوم يدل على زوال الخوف بالكلية، فقال ههنا في قصة أحد في هؤلاء (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) وقال في قصة بدر (إذ يغشاكم النعاس أمنة منه) ففي قصة أحد قدم الأمنة على النعاس، وفي قصة بدر قدم النعاس على الأمنة.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست