النشأتين، وتنزل لهم البركات في العاجل والآجل، له الأولية والأولوية في الحب ثانيا وبالعرض، وله السبق في ذلك إلى كافة الموجودات، وإلى جميع ما صورته يد القدرة في عالم الوجود، وإلي هذا يوعز ما جاء في الصحيح من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): أحبوا الله لما يغذوكم، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي (1) وهذه هي قاعدة الاعتبار في النسب والإضافات التي سيوافيك تفصيلها.
هذه ناحية واحدة من بواعث حب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهناك نواح شتى لا تعد ولا تستقصى نظرا إلى صلته الوثيقة بالله، وانتسابه الأكيد إلى المولى سبحانه تارة، وإلى ما جعل الله له من مناقب وفضائل، وإلى شخصيته الفذة العظيمة وما يحمله بين جوانحه من محاسن ومحامد، وملكات ونفسيات، يستدعي كل منها حبه والتعشق به قبل كل شئ بعد الله تبارك وتعالى.
فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) مع قطع النظر عن فضائل طينته وعنصره ومحتده، وما في خلقه وخلقه، ومولده ونشأته، ومكارم أخلاقه ونفسياته الكريمة، وكراماته ومقاماته، ونعوته وصفاته المتكثرة التي تخص به، لو لم يك فيه إلا كونه غاية للوجود، ولولا هو (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن الإنسان شيئا مذكورا، وما وهدت له الأرض، ولم ترفع سماء، وإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى بالبرية من أنفسهم بولايته العامة الكبرى التي قورنت بولاية الله تعالى في كتابه، لكان أجدر وأحرى وأولى وأحق بأن يكون أحب لكل امرئ آمن به وصدقه، من نفسه وما