والسلام، فيحجم، ويعرض له من الفهاهة (1) والحصر ما الله أعلم به (2)، فكنت أعجب من ذلك، فقلت له يوما: يا أبت! أنت أفصح الناس وأخطبهم، فما بالي (3) أراك أفصح خطيب يوم حفلك (4) حتى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت لكنا عيا؟!
فقال: يا بني! إن من ترى (5) تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم لو علموا من فضائل (6) هذا الرجل ما يعلمه أبوك ما تبعنا منهم واحد.
فوقعت (7) كلمته في صدري موقعا عظيما (8)، فأعطيت الله عهدا إن كان لي في هذا الأمر نصيب لأغيرن ذلك ولأبدلنه (9).
فلما من الله علي بالخلافة أسقطت ذلك اللعن (10) وجعلت مكانه: * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي