كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٤٣١
بالفعل على الصراط المستقيم فلا شئ من الإمام بغير معصوم بالفعل قلنا ولا بد من وجوب عصمته وإلا لم يأمن المكلف ولأنه يستحيل أن يكون غير معصوم بالفعل وهذا هو معنى واجب العصمة.
الثاني والستون: كل إمام اتباعه هداية بالضرورة ولا شئ من غير المعصوم اتباعه هداية بالامكان فلا شئ من الإمام بغير معصوم وهو المطلوب.
الثالث والستون: قال الله تعالى: (ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) كل غير معصوم يمكن أن يكون كذلك ولا شئ من الإمام يمكن أن يكون كذلك بالضرورة ينتج لا شئ من غير المعصوم بإمام بالضرورة فلا شئ من الإمام بغير معصوم بالضرورة فيلزم منه كل إمام معصوم بالضرورة وهو المطلوب.
الرابع والستون: قوله تعالى: (قل يأهل الكتب لم تصدون عن سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون) أقول هذه الآية في معرض التوبيخ والتهديد والذم على أشياء الأول الصد عن سبيل الله أي الطريقة المؤدية إلى رضاء الله والنجاة وذلك بامتثال الأوامر والنواهي واستعمال الطاعات الثاني صد المؤمن الثالث قوله يبغونها عوجا أي يريدون أن يكون السبيل أي الطريق وهو الشريعة واعتماد غير الحق اعوجاجا عن الشريعة إذا عرفت ذلك فنقول غير المعصوم يمكن أن يصدر منه ذلك ولا شئ من الإمام يمكن منه ذلك بالضرورة فلا شئ من غير المعصوم بإمام وينعكس إلى قولنا لا شئ من الإمام بغير معصوم ويلزمه كل إمام معصوم لوجود الموضوع وهو المطلوب.
الخامس والستون: قوله تعالى: (وما جعله الله إلا بشرى لكم لتطمئن قلوبكم به) وجه الاستدلال أنه علم من هذا أن طمأنينة القلب مطلوبة خصوصا في الأحكام الشرعية والأوامر السمعية والتكاليف العقلية ولا يحصل إلا بالإمام المعصوم ونقض الغرض على الله تعالى محال.
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»
الفهرست