كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٤٢٦
هذه الآية في الجملة وهو محال والثاني إما أن يكون الإمام هو معصوم أو غيره والثاني ينافي حكمة الله تعالى فيكون محالا والأول هو المطلوب.
الثامن والثلاثون: قال الله تعالى: (ولا تتخذوا آيات الله هزوا) كل غير معصوم يمكن أن يكون كذلك ولا شئ من الإمام يمكن أن يكون كذلك بالضرورة ينتج لا شئ من غير المعصوم بإمام وهو المطلوب.
التاسع والثلاثون: قال الله تعالى: (والله مع الصابرين) الصابر على مدافعة وممانعة القوة الشهوية والغضبية هو الصابر وذلك هو المعصوم فالمعصوم موجود فإما أن يكون هو الإمام أو غيره والثاني محال فتعين الأول وهو المطلوب.
الأربعون: قال الله تعالى: (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صلحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) وجه الاستدلال أنه تعالى بعث النبي ونصب الإمام عليهما السلام لهداية الخلق إلى هذه الطريقة ونفي الخوف والحزن مطلقا وإنما يكون بالعصمة فالله تعالى دعا الكل إليها والداعي هو النبي والإمام عليهما السلام فلو لم يكونا معصومين لم يصلحا لحمل الأمة على ذلك ولو لم يكونا واجبي العصمة لم يحصل للمكلف وثوق بذلك.
الحادي والأربعون: قوله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) فإما في كل الأحكام أو في بعضها والثاني يستلزم المحال من وجهين:
أحدهما: الترجيح بلا مرجح فإن بيان بعض التكاليف دون الباقي ترجيح بلا مرجح.
وثانيهما: أنه يستلزم التكليف بما لا يطاق فثبت إكراه في الدين لأنه عين تكليف ما لا يطاق لكن ثبوت إكراه في الدين محال لقوله تعالى لا إكراه في الدين وهو نكرة منفية فتكون للعموم فظهر أن الله تعالى بين الصواب في كل الأحكام وفي القرآن مجملات وتأويلات وكذا الأحاديث لا تفي ببيان
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»
الفهرست