كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٤٢٨
تعلمون وجه الاستدلال أن أقصى غايات البعثة تزكية الأمة من الذنوب باستعمال الشرائع الحقة والمراد من كل الذنوب إذا إطاعة المكلف ولا ريب أن الإمام نائبه فلو لم يكن له هذه المراتب لم يحسن أن ينصب لأجل حمل الأمة عليها إذ وثوقهم به لا يتم ويسقط محله من القلوب.
السابع والأربعون: قال الله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) وجه الاستدلال أن غير المعصوم يمكن فيه هذه الصفة فلا يأمن المكلف من إباحة لعنته له والإمام يمتنع أن يكون كذلك فغير المعصوم يمتنع أن يكون إماما.
الثامن والأربعون: غير المعصوم يمكن أن يحصل منه ضد الغاية من الإمامة لأن الغاية منها إظهار الأحكام التي أنزلها الله تعالى وغير المعصوم يمكن أن يكتم ما أنزل الله من الأحكام وكلما هو لا يجزم بنفيه فلا يعلم أنه إمام وإنما يعلم ذلك بالعصمة فيجب أن يكون الإمام معصوما.
التاسع والأربعون: نسبة إظهار ما أنزل الله غير المعصوم نسبة الامكان ونسبته إلى الإمام نسبة الوجوب من المعصوم غير إمام قطعا.
الخمسون: قال الله تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) وجه الاستدلال أن الغلط في التأويل ضلال محذور ومحذر عنه في غاية التحذير وكل غير معصوم يمكن أن يكون كذلك والإمام ليس كذلك بالضرورة فغير المعصوم غير إمام بالضرورة والإمام ثابت لوجوب الإمامة فالإمام معصوم.
الحادي والخمسون: قال الله تعالى: وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون) لا شئ من الإمام كذلك بالضرورة وكل غير معصوم يمكن أن يكون كذلك فلا شئ من الإمام بغير معصوم بالضرورة ويستلزم كل إمام معصوم بالضرورة لوجود الموضوع.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»
الفهرست