يعلم عصمته من النص فقد دلت بهذه الأشياء على مطالب خمسة:
أحدها: إن الإمام معصوم.
وثانيها: إنه واجب العصمة.
وثالثها: أنه لا يكون الإمام إلا بنص إلهي على لسان النبي الصادق عليه السلام أو على لسان الإمام المنصوص عليه.
ورابعها: إنه يستحيل أن يجعل الله تعالى الاختيار في نصب الإمامة إلى الأمة وقد تقرر في علم الكلام استحالة أمر الله تعالى باتباع من لا يأمن المكلف من إضلاله فيكون الإمام معصوما واتباعه يوجب تعين السلامة بالضرورة فمخالفة بين الضلال وهذا هو مطلوبنا.
وخامسها: إن كل زمان لا بد فيه من إمام معصوم وإلا لجاز اتباع بعض المكلفين غير دين الله في بعض الأحكام وقد بين الكلام استحالته لوجوب اللطف.
الرابع عشر: قال الله تعالى: (يأهل الكتب لم تصدون عن سبيل الله) وجه الاستدلال أن هذا توعد وذم لكل من يصد عن سبيل الله وتحذير عن اتباعه وكل غير معصوم يمكن أن يكون كذلك فاتباعه ضرر مظنون لأنه يحصل الخوف من اتباعه ولا ضرر أعظم من الخوف وكل ما فيه ضرر مظنون لا يجب اتباعه فلا يجب اتباع الإمام فينتفي فائدة إمامته.
الخامس عشر: قوله تعالى: (يبغونها عوجا) كل غير معصوم لا يؤمن اتباعه ذلك وكل إمام يؤمن اتباعه ذلك وإلا لكان نصبه مفسدة فلا شئ من غير المعصوم بإمام دائما.
السادس عشر: غير المعصوم يمكن أن يقرب المكلف الذي يتبعه إلى ذلك ولا شئ من الإمام يمكن أن يقرب المكلف الذي يتبعه إلى ذلك الضرر فلا شئ من غير المعصوم بإمام بالضرورة.
السابع عشر: قوله تعالى: (وما الله بغافل عما تعملون) تحذير من