كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣٢٨
ولغيرهم بالقوة فسماه في غيرهم هدى تسمية للشئ بما يمكن أن يؤل إليه، وعن الثاني إن التشابه والاجمال إنما هو لاحتمال النقيض وهو من عدم العلم اليقيني فأما من علم يقينا جزما بمراد الله تعالى من هذا اللفظ وهم المعصومون الذين هم المتقون بالحقيقة وغيرهم بالمجاز فإنهم يعلمون دلالة اللفظ يقينا ومراد الله تعالى منه فلا يكون مجملا أو متشابها بالنسبة إليهم، وأنا أقول:
إن ذلك المجمل والمتشابه لا ينفك عن دليل يدل على ما هو المراد على اليقين وهو أما دلالة العقل أو السمع فصار كله هدى وإنما قلنا إنه لا ينفك لأن الله تعالى قصد بخطابنا الافهام وإلا لكان نقضا وهو على الحكيم محال فإما أن يجعل على المراد من المجمل دليلا عقليا أو نقليا أو يلهم تعالى المراد أولا فإن كان الثاني كان مكلفا بالمحال وناقضا للغرض فتعين الأول وهو المطلوب وعدم ظفر بعض العلماء به لا يدل على العدم في نفس الأمر، وعن الثالث أنه يكفي في الهدى كونه هدى في بعض المطالب والقرآن في تعريفه الشرائع وتأكيدها في العقول. وأنا أقول: من تدبر القرآن العظيم حق تدبره وآجال فكره الصحيح في معانيه ونظر بفطنة سليمة وقادرة في تركيبه وجده مشتملا على كل الأدلة العقلية على إثبات الصانع وصفاته لست أقول إنه يستدل به من حيث هو قول الله تعالى على ثبوت الصانع بل مقدمات الأدلة الدالة على ثبوت الصانع وصفاته كلها مذكورة فيه بالفعل وفيه إشارة إلى تركيبها ونظم الأدلة منها فمن هذه الحيثية يصير دليلا لا إنه من باب التقليد وتسليم إنه حجة بل بالاستدلال العقلي بالمقدمات المذكورة فيه كقوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) (وإلى السماء كيف رفعت)) إلى آخر الآية وهذا برهان آني وغير ذلك من الآيات وهو كثير.
الثاني والعشرون: الإيمان وأثره لا يتم إلا بالإمام المعصوم فيجب أن يكون الإمام المعصوم في كل زمان فيحتاج إلى بيان مقدمات، أحدها الإيمان، وثانيها ما أثره، وثالثها توقفه على إمام معصوم، ورابعها أنه إذا كان كذلك وجب نصبه في كل زمان على الله تعالى، المقام الأول اختلف أهل القبلة في مسمى الإيمان في عرف الشرع ويجمعهم فرق أربعة الفرقة
(٣٢٨)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست