كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣٢٥
الثاني: إن القرآن مشحون بالأمر بالتقوى ومدح المتقين وهو ظاهر وإذا كانت أشرف المقامات وأهم المهمات فينبغي نصب من يتوقف عليه وهو المعصوم في كل وقت فالاخلال به إهمال عظيم لأهم المهمات وهو لا يليق بالحكيم.
الثامن عشر: الإمام يجب اتصافه بالتقوى الكلية وذلك يستلزم العصمة والمقدمتان ظاهرتان.
التاسع عشر: ذكر الله تعالى المتقين في معرض المدح والمتقي في اللغة اسم فاعل من قولهم وقاه فاتقى والوقاية فرط الصيانة إذا عرفت ذلك فنقول أما المتقي اتفق الكل على اجتناب الكبائر شرط في صدق هذا الاسم والحق إن اجتناب الصغائر شرط أيضا لأنها تدخل في الوعيد لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس وقال تعالى في النحل: (أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون)، وقوله تعالى: (أفغير الله تتقون)، وفي المؤمن (أنا ربكم فاتقون)، هذا كله إشارة إلى فعل الطاعات وقوله تعالى: (وأتوا البيوت من أبوبها واتقوا الله)، أي فلا تعصوه وهذا يدل على نفي جميع المعاصي الصغائر والكبائر، قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ولا شك أن الأكرم هو من فعل الطاعات الواجبات وترك كل المعاصي وهذا يدل على عصمة الإمام لأن أكرم الناس عند الله تعالى بعد الرسول الإمام وهو ظاهر وأكرم الناس هو أتقى الناس للآية وأتقى الناس ليس إلا المعصوم فيجب أن يكون الإمام هو المعصوم.
العشرون: قال تعالى: (شهر رمضان الذين أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان) وقال هنا هدى للمتقين وهذا يدل على أن المتقين سبب هداية الناس وهم المعتبرون وباقي الناس لا اعتبار بهم فإما أن يكون الإمام من المتقين أو من غيرهم والثاني باطل لأن الحكيم لا يوجب على من به الاعتبار وبه الهداية اتباع من لا اعتبار به ولا يهتدي إلا بذلك الغير فتعين أن يكون الإمام من أعلى مراتب المتقين وهذا هو المعصوم.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست