كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣٣٠
بالقلب وهو قول جمهور الفقهاء وأبي حنيفة ثم هؤلاء اختلفوا في موضعين أحدهما في حقيقة هذه المعرفة فمنهم من فسرها بالاعتقاد الجازم سواء كان اعتقادا تقليديا أو كان علما صادرا عن الدليل وهم الذين يحكمون أن المقلد مسلم ومنهم من فسرها بالعلم الصادر عن الدليل وهؤلاء زعموا أن المقلد في الأصول ليس بمسلم، الموضع الثاني اختلفوا في العلم أن العلم المعتبر في تحقق الإيمان علم بماذا فقال بعض المتكلمين هو العلم بذات الله تعالى وصفاته على سبيل التمام والكمال وليس المراد العلم بالذات بالحقيقة بل بذاته، بالصفات ومعنى قولنا بالتمام أي كل صفاته ثم إن هؤلاء لما كثر اختلافهم في صفاته تعالى كفر كل طائفة منهم من عداه من الطوائف وقال جماعة من أهل الإنصاف المعتبر هو العلم بكل ما علم بالضرورة كونه من دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، المذهب الثاني إن الإيمان هو التصديق بالقلب واللسان معا وهو قول بشر بن غياث المريسي وأبي الحسن الأشعري والمختار من قول الإمامية، قال أبو الحسين الأشعري: المراد من التصديق الكلام القائم بالنفس وقالت الإمامية التصديق هو الحكم على شئ بشئ إيجابا أو سلبا، المذهب الثالث مذهب طائفة من الصوفية إن الإيمان إقرار باللسان وإخلاص بالقلب الفرقة الثالثة الذين قالوا الإيمان عبارة عن عمل القلب وهؤلاء اختلفوا على قولين:
أحدهما: إن الإيمان هو عبارة عن معرفة الله تعالى بالقلب حتى أن من عرف الله بقلبه ثم جحد بلسانه ومات قبل أن يقربه به فهو مؤمن كامل الإيمان وهو قول جهم بن صفوان أما معرفة الكتب والرسل واليوم الآخر فقد زعم أنها ليست داخلة في حد الإيمان هكذا نقل بعضهم عنه ونقل عنه الكعبي إن الإيمان معرفة الله مع معرفة كل ما علم بالضرورة كونه من دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وثانيهما: إن الإيمان مجرد التصديق بالقلب وهو قول الحسين بن الفضل البجلي، الفرقة الرابعة الذين قالوا الإيمان هو القرار باللسان فقط وهم فريقان:
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست