كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ١٤٠
لذة أو مطلوب أو شهوة أو غضب فرضت في جميع الأوقات والأحوال حتى يحسن من الحكيم تحكيمه والأمر بطاعته وجعله مقربا إلى الطاعة ومبعدا عن المعصية، وحافظا للعدل التام فتحصل من ذلك الكراهة التامة للمعاصي وإرادة الجازمة للواجبات فلا يحصل معها الشوق إلى شئ من المعاصي والإرادة لها بل قد وجد الصارف فيستحيل فعلها فيكون معصوما.
السادس والخمسون: الإمام كلما لاحظ شيئا لاحظ غيره وإن لم يكن ملاحظته للاعتبار فسيخ له تعريج من عالم الزور إلى عالم الحق مستقر به حتى يتحقق منه حفظ العدل، وذلك يوجب له صارفا عظيما عن المعاصي فيكون معصوما.
السابع والخمسون: الإمام يكون سره مرآة مجلوة محاذاتها جانب الحق لأن له الكمال الأسنى حتى يحسن أمر الكل بتبعيته فترد عليه اللذات العلي فيستحقر القوى الشهوية والغضبية واللذات البدنية، ولا يحصل له شوق وإرادة إلى المعاصي البتة.
الثامن والخمسون: الإمام متوجه بالكلية إلى الحق عز وعلا لا يلاحظ نفسه إلا من حيث هي لاحظة لجناب القدس لأن له الرياسة العامة في أمور الدين والدنيا فيكون أكمل الكل في الكمالات الحقيقة لنفور النفس الكامل عن متابعة الأنقص منه ولقبحه في نفس الأمر فيستحيل إرادة المعاصي والشوق إليها منه ويستحيل ترك الواجبات فيكون معصوما.
التاسع والخمسون: الإمام له صفات:
الأولى: التفريق بين ذاته وبين جميع ما يشغله عن الحق بأعيانها.
الثانية: نقض آثار تلك الشواغل كالميل والالتفات إليها عن ذاته تكميلا لها بالتجرد عن ما سوى الحق والاتصال به.
الثالثة: ترك التوخي للكمال لأجل ذاته بل لذات الكمال ولذات الحق.
(١٤٠)
مفاتيح البحث: الشهوة، الإشتهاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست