كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ١١٥
بد للاجتماع على الأمور من رئيس.
الثامن: قوله تعالى: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) وذلك إنما هو بخلق اللطف المقرب إلى الطاعة والمبعد عن المعصية وهو الإمام المعصوم في كل عصر وهو المطلوب (1).
التاسع: قوله تعالى: (كذلك يبين الله لكم آيته لعلكم تهتدون) هذه عامة في كل الآيات وفي الأزمنة وبيان المجمل والمشترك إنما هو بحصول العلم وإلا لم يكن بيانا وذلك إنما يحصل بقول المعصوم فثبت وهو المطلوب.
العاشر: قوله تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) نهى عن التفرق والاختلاف وإنما يتم ذلك بالمعصوم في كل زمان إذ عدم الرئيس يوجب التفرق والاختلاف (2) وكذا الرئيس إليهم (3) فتعين نصب الإمام المعصوم، وأيضا فإن النهي عن الاختلاف مع عدم وفاة السنة والكتاب بالأحكام وثبوت المجملات والمتشابهات والمجازات مع عدم نصب الإمام المعصوم والتكليف

(1) فإن غير المعصوم لا نجزم بحصول التقريب والتبعيد به، فلا نجزم بحصول الانقاذ به من النار، فإن كل أحد اتبع غير المعصوم لو راجع نفسه لم يجدها في حرز ووقاية من النار لكثرة المخالفة للشريعة.
(2) لا يراد من التفرق والاختلاف في الشؤون الدنيوية فحسب، وإنما يقصد به الأعم منها ومن الدينية، ومن ثم لو كان للناس رئيس ولكن كان غير معصوم، وكانوا جميعا تحت راية واحدة لا يعني ذلك أنهم متفقون ما لم يتفقوا على الأحكام وكيف يتفقون عليها وهم آراء مختلفة وأهوية متباينة، وفي مجموعها المخالفة للشريعة يقينا، فالاتفاق الحقيقي لا يحصل إلا مع الإمام المعصوم، حيث لا يكون للناس من الأمر شئ، إنما الأمر كله لله وحده.
(3) أشرنا آنفا إلى أن اجتماعهم على الرئيس وحده لا يغني في الوحدة وعدم الاختلاف ما لم يتفقوا على الشريعة، وكيف تتفق الآراء والأهواء، ولو اتفقت في الدين كيف نعتقد بموافقتها للشريعة المنزلة، ونحن مسؤولون عن العمل وفق الشريعة كما نزلت، لا وفق الآراء والأهواء، والنزعات والرغبات، وما دام بالامكان موافقة الشريعة لا يصح العدول عنها، والموافقة إنما هي باتباع المعصوم فالبينات إنما تجئ مع المعصوم، والصفح عنه سبيل التفرق والاختلاف.
(١١٥)
مفاتيح البحث: النهي (1)، الوفاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست