كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ١١١
الخطأ ليست للعهد اتفاقا، فهي للجنس أو لتعريف الطبيعة فبقي المعنى لا يجتمع أمتي على جنس الخطأ من حيث هي فلو لم يكن منهم معصوم من أول العمر إلى آخره لجاز في زمان عدم المعصوم، فعل كل واحد نوعا من الخطأ مغايرا لما يفعله الآخر فيكون قد اجتمعوا على جنس الخطأ لكنه منفى بالخبر فدل على ثبوت معصوم بينهم من أول عمره إلى آخره في كل عصر إذ المراد به كل عصر إجماعا فثبت مطلوبنا لاستحالة كون الإمام غيره هي هي.
مائة: الإمام يحبه الله لأن معنى المحبة من الله تعالى كثرة الثواب، والإمام هو سبب حصول الثواب للناس كافة ولأن الإمام متبع للنبي عليه الصلاة والسلام في كل أحواله وإلا لما أمر بطاعته واتباعه، ولأن خليفة النبي صلى الله عليه وآله وقائم مقامه وكل من يتبع النبي صلى الله عليه وآله يحبه الله تعالى لقوله تعالى: (فاتبعوني يحببكم الله) ولا شئ من غير المعصوم يحبه الله تعالى لأن ظالم (1) لقوله تعالى: (فمنهم ظالم لنفسه) ولا شئ من الظالم يحبه الله تعالى لقوله تعالى: (والله لا يحب الظالمين) لا يقال نفي المحبة عن الكل لا يستلزم نفيها عن كل واحد لأنا نقول العلة الظلم وهو موجود في كل واحد.

(1) مر معنا مرارا أنه لا تلازم بين عدم العصمة والظلم إلا أن يكون الظلم بغصب منصب الإمامة، كما مر أيضا إننا لا نحرز موافقة الشريعة والنجاة والمحبة باتباع غير المعصوم.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست