كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ١١٧
فمحال أن يأمر بطاعة غير المعصوم لأنه قد يأمر بالظلم للعباد، والإمام أمر الله تعالى بطاعته فلا شئ من غير المعصوم بإمام.
الثاني عشر: قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) يقتضي الأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر فإما أن يكون إشارة إلى المجموع من حيث هو مجموع أو إلى كل واحد أو إلى بعضهم والأول محال فإن الأمة يتعذر اجتماعها في حال فضلا على الأمر بكل معروف لكل أحد والنهي كذلك، والثاني محال أيضا لأن الواقع خلافه، فتعين الثالث وهو المعصوم فثبت المعصوم في كل عصر لعمومها لكل عصر وهو المطلوب (1).
الثالث عشر: قوله تعالى: (أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) إلى قوله: (وأولئك من الصالحين) يقتضي الأمر بكل

(1) لا تلازم بين البعض والعصمة، فقد يجوز أن يكون الآمرون الناهون غير معصومين بل أهل عدالة وإيمان، ولكن دلالتها على المطلوب بأن يقال: إن المعروف والمنكر كيف نعرفهما حقا حتى تقوم ثلة من الأمة بأداء واجبهما؟ وهل لنا طريق لهما غير المعصوم، فإذن لا يصدق على الأمة بأنها آمرة ناهية دون الأخذ عن المعصوم فيجب، واستمرار هذا الشأن فيها يقتضي وجوبه ووجوده في كل زمان.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست