المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٤٩
ابن مطهر: وطرد رسول الله (ص) الحكم وابنه من المدينة فآواهما عثمان.
ابن تيمية: كان لمروان سبع سنين أو أقل، فما كان ذنب يطرد عليه. ثم لم نعرف أن أباه هاجر إلى المدينة حتى يطرد منها. فإن الطلقاء ليس فيهم من هاجر، فإن النبي (ص) قال: (لا هجرة بعد الفتح) ولما قدم صفوان بن أمية مهاجرا أمره النبي (ص) بالرجوع إلى مكة.
وقصة طرد الحكم ليس لها إسناد نعرف به صحتها، فإن كان قد طرده فإنما طرده من مكة لا من المدينة، ولو طرده من المدينة لكان يرسله إلى مكة، وطعن كثير من أهل العلم في نفيه: وقالوا: هو ذهب باختياره. والطرد هو النفي، والنفي قد جاءت به السنة في الزاني وفي المخنثين وكانوا يعزرون بالنفي. وإذا كان النبي (ص) قد عزر رجلا بالنفي لم يلزم أن يبقى منفيا طول الزمان، فإن هذا لا يعرف في شئ من الذنوب، ولم تأت الشريعة بذنب يبقى صاحبه منفيا دائما، بل في غاية النفي المقدر سنة، والزاني يعزر بالنفي سنة. ويعلم قطعا أن عثمان ما أذن للحكم في إتيان المدينة معصية للرسول (ص) ولا مراغمة للإسلام (1).
ابن مطهر: ونفى أبا ذر إلى الربذة.

(١) ذكر بعض المؤرخين أن الرسول (ص) أخرج الحكم وولده مروان إلى الطائف واستمر بها إلى أن أذن له عثمان في الرجوع إلى المدينة ومعه ولده مروان، وقد ترجم لمروان الحكم ابن حجر العسقلاني في الإصابة وذكر أنه كان من أسباب قتل عثمان وشهد وقعة الجمل مع عائشة وضرب طلحة بسهم فقتله وشهد صفين مع معاوية وولي أمر المدينة لمعاوية ثم تولى الخلافة بعد يزيد مدة ستة أشهر وتوفي عام ٦٥ ه‍ وتولى الخلافة بعده ولده عبد الملك. (انظر الإصابة في تمييز الصحابة ج ٣ حرف الميم وهدى الساري مقدمة فتح الباري الفصل التاسع حرف الميم).
وإذا كان الرسول (ص) قد أخرج الحكم وولده مروان ومنعه من دخول المدينة والتزم بذلك أبو بكر وعمر فعلى أي أساس سمح له عثمان بدخول المدينة؟
إن التزام الخليفة الأول والثاني بأمر الرسول في الحكم وولده يمثل إدانة لعثمان ويؤكد وقوع المعصية من جانبه..
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست