المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٥٣
ابن مطهر: الإمام يجب أن يكون أفضل من رعيته، وعلي فاضل أهل زمانه فهو الإمام، لقبح تقدم المفضول على الفاضل عقلا ونقلا.
ابن تيمية: لا نسلم أنه أفضل أهل زمانه، فإنه قال على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. ثم كثير من العلماء لا يوجبون تولية الأفضل، منهم من يقول بولاية المفضول إذا كان فيها مصلحة راجحة كما تقوله الزيدية (1).
ابن مطهر: روى أحمد بن حنبل أن أنسا قال لسلمان سل النبي (ص) من وصيه؟
فسأله فقال (يا سلمان من وصي موسى) قال يوشع قال (فإن وصيي ووارثي علي).
ابن تيمية: هذا الحديث كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وليس هو في مسند الإمام أحمد بن حنبل (2).
ابن مطهر: عن ابن أبي ليلى قال قال النبي (ص) (الصديقون ثلاثة: حبيب النجار ومؤمن آل فرعون، وعلي وهو أفضلهم).
ابن تيمية: هذا كذب. وقد ثبت أن النبي (ص) وصف أبا بكر بأنه (صديق).
وصح من حديث ابن مسعود مرفوعا (لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا) فالصديقون بهذا كثير.

(١) لا يأخذ أهل السنة بمبدأ الحسن والقبح العقليين. ولذا فإنه يجوز عندهم تقديم المفضول على الفاضل. إلا أنهم فيما يتعلق بأبي بكر وعلي يعتبرونه أن أبا بكر أفضل من علي، بل يعتبرونه في المرتبة الرابعة في الأفضلية بعد عمر وعثمان، وليس لهذا الترتيب الرباعي سند شرعي عندهم.
واحتجاج ابن تيمية برواية على لسان الإمام علي تقر بأفضلية أبي بكر وعمر عليه إنما هو احتجاج باطل لكون هذه الرواية من صنع أهل السنة وليست من روايات الشيعة. بل هي من اختراع السياسة، ولو كانت المسألة بهذه البساطة والسذاجة التي تظهر من احتجاج ابن تيمية ما كان هناك شيعة.
فالتشيع يقوم على الإمامة، والإمامة تعني القوامة على جميع الأمة لكون الأئمة أطهارا معصومين، ولو اعترفت الشيعة بأفضلية أبي بكر لبطلت الإمامة وهدمت من أساسها..
وقول الزيدية كقول أهل السنة لا يمثل حجة عند الشيعة..
(٣) هذا الحديث في مسند أحمد الجزء الرابع، أحاديث عبد الله بن أبي أوفى، وإذا كان ابن تيمية يجهل تراث خصومه فهل يجهل تراث إمامه أحمد بن حنبل أيضا؟
والحديث رواه أيضا الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ / 113. والطبراني والبزار وفيض القدير ج 4 / 359..
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست