المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٤٦
حتى يستغني عنهم، بل يتعاونون على البر والتقوى، ثم يقال استعانة علي برعيته وحاجته إليهم كانت أكثر من استعانة أبي بكر (1).
ابن مطهر: عطل عمر الحدود لم يحد المغيرة بن شعبه.
ابن تيمية: إن جماهير العلماء على ما فعله عمر في قصة المغيرة وإن البينة إذا لم تكمل حد الشهود. وفعل ذلك بحضرة الصحابة - علي وغيره - فأقروه عليه، بدليل أنه لما جلد الثلاثة أعاد أبو بكر القذف وقال: والله لقد زنا فهم عمر بجلده ثانيا فقال له علي: إن كنت جالده فارجم المغيرة. يعني يكون تكراره للقول بمنزلة شاهد آخر، فيتم النصاب.
ويجب الرجم. وهذا دليل على رضا علي بحدهم لأنه ما أنكره (2).
ابن مطهر: وغير حكم الله في المنفيين.
ابن تيمية: النفي في الخمر تعزير يسوغ للإمام فعله باجتهاده، وقد ضرب الصحابة في الخمر أربعين، وضربوا ثمانين (3).

(1) سبق الإشارة إلى هذا النص في المناظرة الأولى. والحمد لله أن ابن تيمية لم ينكره ويشهر في وجه ابن المطهر شعاره الدائم: هذا كذب. بل قال إن هذا من أكبر فضائله وهذا يكفي منه ولا حاجة بنا إلى التعليق فقد كفانا وليس أمامنا سوى القول إن هذا كلام ساذج وينم عن سطحية قشرية في فهم النصوص وهي شيمة أهل السنة والحنابلة الذين ينتمي إليهم ابن تيمية على الخصوص..
(2) ليس من المنطق أن يحتج ابن تيمية بأن جماهير العلماء على ما فعله عمر. فأهل السنة يعتبرون نصوص عمر واجتهاداته بمثابة أحكام يجب الأخذ بها بجوار نصوص الكتاب والسنة. ولكن هل الشيعة يعتدون بعمر واجتهاداته؟
إلا أنه ليست هناك صلة بين ابن تيمية والمنطق فهو يحاربه وقد كتب كتابا بعنوان نقد المنطق حكم فيه على أهل المنطق بالزندقة.
ثم إن ابن تيمية أدان نفسه بعدم استخدام عقله حين قال وهذا دليل على رضا علي بحدهم لأنه ما أنكره، بينما أن إنكار علي على عمر واضح وضوح الشمس من خلال الكلام.
وإلا فما معنى قوله لعمر: إن كنت جالده فارجم المغيرة.
إنه يعني الإعراض من جانب والبيان من جانب آخر.
فالاعتراض على جلد الشاهد مرة ثانية يعني الاعتراض على الحكم من أصله.. والبيان يتضح من أنه لو جلده يكون قد أتم الشهادة على المغيرة..
والإمام علي لا يقول برجم المغيرة إلا إذا كان المغيرة مستحقا للرجم..
(3) تبرير ابن تيمية لفعل عمر لا ينفي أنه غير في الأحكام الشرعية. فلم يحدث أن نفي الرسول (ص) أحدا من شاربي الخمر..
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست