المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٤٩
اليوم الثالث:
قال العباسي: إن هؤلاء الشيعة يزعمون أنه لا فضل لعمر، وكفاه فضلا أنه فتح تلك الفتوحات الإسلامية.
قال العلوي: عندنا لذلك أجوبة:
أولا: إن الحكام والملوك يفتحون البلاد لأجل توسعة أراضيهم وسلطانهم، فهل هذه فضيلة؟
ثانيا: لو سلمنا أن فتوحاته فضيلة، لكن هل الفتوحات تبرر غصبه لخلافة الرسول؟ والحال أن الرسول لم يجعل الخلافة له وإنما جعلها لعلي بن أبي طالب عليه السلام فإذا أنت - أيها الملك - عينت خليفة لمقامك، ثم جاء إنسان وغصب الخلافة من خليفتك وجلس مجلسه، ثم فتح الفتوحات وعمل الصالحات، فهل ترضى أنت بفتوحاته أم تغضب عليه، لأنه خلع من عينته، وعزل خليفتك وجلس مجلسك بغير إذنك؟
قال الملك: بل أغضب عليه وفتوحاته لا تغسل جريمته!
قال العلوي: وكذلك عمر، غصب مقام الخلافة، وجلس مجلس الرسول بغير إذن من الرسول!
ثالثا: إن فتوحات عمر كانت خاطئة وكان لها نتائج سلبية معكوسة، لأن رسول الإسلام (ص) لم يهاجم أحدا، بل كانت حروبه دفاعية ولذلك رغب الناس في الإسلام ودخلوا في دين الله أفواجا لأنهم عرفوا أن الإسلام دين سلم وسلام..
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست