المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٣٨
ابن مطهر: خفي عليه أكثر أحكام الشريعة.
ابن تيمية: كيف يخفى عليه أكثر من الأحكام ولم يكن من يقضي ويفتي بحضرة النبي (ص) أكثر مشاورة لأحد منه ولعمر (1).
ابن مطهر: لم يعرف حكم الكلالة.
ابن تيمية: هذا من أعظم علمه، فإن الرأي الذي رآه عليه جماهير العلماء وأخذوا بقوله وهو أنه من لا ولد له ولا والد. وأما الجد فإنما قضاء عمر (2).

(1) من أين أتى ابن تيمية بهذا الكلام؟
إن الروايات الصحيحة عند أهل السنة لا تثبت وجود هذه المشاورة المستمرة ثم كيف لأبي بكر أن يفتي ويقضي بحضرة الرسول؟
لقد كان من الواجب على ابن تيمية أن يأتينا بصور من هذه الأقضية والفتاوى وأن فقهاء السنة عندما يتحدثون عن فقهاء الصحابة لا يذكرون من بينهم أبا بكر بل يذكرون ابن عمر، وكذلك الحال بالنسبة لعمر..
(2) يريد ابن تيمية أن يبرهن عن صحة رأي أبي بكر في الكلالة بأن العلماء قد أخذوا به أما قول علي فلم يأخذ به أحد. وهذا من براهين جهله إذ أن أصول الاستدلال لا تكون هكذا. فإذا كان أنصار أبي بكر وفقهاء السنة من بعدهم قد أخذوا بهذا الرأي ودانوا به فهذا ليس حجة على خصومهم. فمن الطبيعي أن يشاع قول أبي بكر ويسود لأن خطه هو الذي ساد وسار عليه الحكام من بعده أما خط علي فقد ضرب وضربت شيعته وفقهه من قبل الحكام والفقهاء الذين ساروا في ركابهم. والمشهور أن أهل السنة التزموا بسنة الخلفاء الثلاثة ولم يلتزموا بسنة علي لأنها ببساطة تتناقض مع سنة الثلاثة وتصطدم بالحكام الذين يدينون بطاعتهم..
وقد أجهد ابن تيمية نفسه في منهاج السنة وهو يحاول إثبات أن أبا بكر أفقه أمة محمد. وأن فقهه قد دون في كتب وأن الدين استقام بعد وفاة الرسول (ص) على رأيه.
وهذا من أبين الكذب إذ أن رواة أهل السنة لم ينقلوا عن رسول الله (ص) ما يفيد ذلك، فقط نقلوا ما يفيد من بعيد أنه خليفة الرسول، كما نقلوا الكثير من الروايات التي ترفع من مقامه ومكانته عند الرسول وليس في هذه الروايات ما يشير إلى كونه كان فقيه الصحابة وحامل علم الرسول ومجموع ما نقل أبو بكر عن الرسول (ص) لا يوزن بشئ أمام ما نقل عن طريق أبي هريرة أو عائشة أو حتى ابن عمر، وهذا يعني أن هؤلاء كانوا أعلم منه..
ولم نسمع أنه روي فيه أقضاكم أبو بكر كما روي في علي.. (طبقات ابن سعد ج 2 / 339).
ولم يقل أبو بكر سلوني قبل أن تفقدوني كما قال علي..
ولم يقل والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وعلى من نزلت كما قال علي.. (طبقات ابن سعد ج 2 / 338).
ولم نسمع أنه قيل عن أبي بكر إمام وإنما قيل عن علي أنه إمام..
ولم نسمع عن أحد ادعى ألوهية أبي بكر أو عمر وإنما سمعنا أن هناك من ادعى ألوهية علي..
كل هذا وغيره كثير مما لا يخفى على القارئ أو الباحث يكشف لنا زيف ادعاء ابن تيمية وكذبه الذي عجز أن يبرهن عليه..
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست