المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٦٠
ابن مطهر: إن المالكية أخذوا علمهم عن علي وأولاده.
ابن تيمية: كذب، هذا الموطأ ليس فيه عن علي وأولاده إلا اليسير، وكذلك الكتب والسنن والمسانيد جمهور ما فيها عن غير أهل البيت (1).
ابن مطهر: إن أبا حنيفة قرأ على الصادق..
ابن تيمية: كذب، فإنه من أقرانه، مات جعفر قبله بسنتين، ولكن ولد أبو حنيفة مع جعفر بن محمد في عام. ولا نعرف أنه أخذ عن جعفر ولا عن أبيه مسألة واحدة.
بل أخذ عمن أسن منهما كعطاء بن أبي رباح وشيخه الأصلي حماد بن أبي سليمان، وجعفر بن محمد كان بالمدينة (2).
ابن مطهر: لقد عاتب الله تعالى أصحاب محمد (ص) في القرآن وما ذكر عليا إلا بخير، وهذا يدل أنه أفضل فيكون هو الإمام.
ابن تيمية: كذب ظاهر، فما عاتب أبا بكر في القرآن قط. وعن النبي (ص) أنه قال في خطبته (أيها الناس، اعرفوا لأبي بكر حقه، فإنه لم يسؤني يوما قط) وهذا بخلاف خطبة بنت أبي جهل، فقد خطب النبي (ص) الخطبة المعروفة وما حصل هذا في حق أبي بكر قط (3).

(١) روى مالك في موطأه لجعفر الصادق تسعة أحاديث كما روت له كتب السنن الأخرى باسم جعفر بن محمد عدا البخاري. إلا أن هذه الروايات تعد قليلة جدا بالقياس إلى ما رواه الإمام الصادق ونقل عنه. وهذا أمر كان متعمدا من قبل الرواة وجامعي الأحاديث وله دوافعه السياسية.
(٢) كان أبو حنيفة من تلاميذ الصادق ثم تمرد عليه. وله جملة مشهورة تقول: لولا السنتان لهلك النعمان.
(٢) هناك الكثير من النصوص القرآنية التي تذم قطاعات من الصحابة. انظر سورة التوبة أصحاب المسجد الضرار والثلاثة الذين خلفوا، وضعاف النفوس والمتمردين على الرسول (ص). وانظر سورة المنافقون، وقصة أصحاب الإفك وكلام ابن تيمية هنا كأنه يريد أن يستثني أبا بكر من هذا الذم وحده. مع أن ابن المطهر تكلم عن الصحابة بصيغة الجمع دون ذكر لأبي بكر. لكن ابن تيمية اعتبر احتجاج ابن المطهر بأفضلية علي وعدم ذمه في القرآن يعني الاعتراف به كإمام وهذا يقود بالتالي إلى نقص إمامة أبي بكر وعدم الاعتراف بها.
واستدلال ابن تيمية برواية: أيها الناس اعرفوا لأبي بكر حقه، لرفع أبي بكر. ورواية تقدم الإمام علي لخطبة ابنة أبي جهل للحط من قدر علي..
هذا الاستدلال مردود عليه لأن الروايتين من روايات الخصم لا يعترف بهما الشيعة وهي في منظورهم من اختراعات الرواة.
وكان من الأجدر على ابن تيمية أن يستشهد بنصوص قرآنية نزلت في أبي بكر تؤكد مكانته ونص الغار الذي يربطونه به في القرآن سوف يأتي بيانه..
أما من جهة أن الرسول (ص) لم يذم أبو بكر ولما يأت من جانبه ما يسئ إلى الرسول والرسالة فغير صحيح. وها هي الروايات تشهد بذلك (انظر المناظرة الأولى، وانظر لنا كتاب الخدعة والسيف والسياسة).
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 » »»
الفهرست