مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٦١٥
بالاغلال، هو إما حقيقة ليمتنعوا عن الاغواء والتشويش، أو مجاز عن قلة الاغواء. والمراد أن الشياطين لا يخلصون في شهر رمضان لافساد الناس كما يخلصون في غيره من الشهور لاشتغالهم بصيام يقمع الشهوات وسائر العبادات.
ص ف ر قوله تعالى: (صفراء فاقع لونها) [2 / 69] أي سوداء ناصع لونها.
ومثله (جمالة صفر) [77 / 33] أي سود، ويجوز أن يكون من الصفرة التي هي لون الأصفر.
قوله: (ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا) [30 / 51] أي أثره مصفرا أو الزرع أو السحاب، فإنه إذا كان مصفرا لم يمطر.
و " الصفر " بالكسر فالسكون: الخالي ومنه " بيت صفر " أي خال من المتاع، ولا يدخلون فيه تاء التأنيث بل يستعملونه على صيغته هذه في المذكر والمؤنث والتثنية والجمع، قال الشاعر:
* الدار صفر ليس فيها صافر * ورجل صغر اليدين: أي ليس فيهما شئ.
و " الصفر " بالضم وكسر الصاد لغة النحاس، ومنه الحديث " لا يسجد على صفر ولا شبة ".
وفي الخبر " لا عدوى ولا هامة ولا صفر " بالتحريك، قيل كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال له الصغر تصيب الانسان إذا جاع وتؤذيه وإنها تعدى، فأبطل الاسلام ذلك، وقيل المراد بقوله " ولا صفر " الشهر المعروف، وزعموا أنه تكثر فيه الدواهي والفتن فنفاه الشارع، وقيل أراد به النسئ الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله عليه السلام.
والصفر أيضا: دود يقع في الكبد وشراسيف الأضلاع فيصفر الانسان جدا، وربما قتله.
وفي الحديث " انه عليه السلام صالح أهل خيبر على الصفراء والبيضاء والحلقة " يعني الذهب والفضة والدرع.
ومنه " لم أترك صفراء ولا بيضاء " أي ذهبا ولا فضة.
(٦١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 610 611 612 613 614 615 616 617 618 619 620 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575