إنها نزلت في الوليد بن المغيرة لأنه يكلف في القيامة أن يصعد جبلا من النار من الصخرة ملساء، فإذا بلغ أعلاها لم يترك أن يتنفس وجذب إلى أسفلها ثم يكلف مثل ذلك (1).
قوله: (إذ تصعدون ولا تلون) [3 / 153] الاصعاد: الابتداء في السفر والانحدار: الرجوع. وقيل الاصعاد الذهاب في الأرض والابعاد سواء ذلك في صعود أو حدور.
قوله: (كأنما يصعد في السماء) [6 / 125] شبهه مبالغة في ضيق صدره بمن يزاول ما لا يقدر عليه، فإن صعود السماء مثل فيما يبعد عن الاستطاعة وتضيق عنه المقدرة ونبه به على أن الايمان ممتنع منه كما يمتنع عليه الصعود إلى السماء. وقرئ " تصاعد " أي يتصاعد.
وفي تفسير الشيخ علي بن إبراهيم كأنما يصعد في السماء. قال: يكون مثل شجرة حولها أشجار كثيرة فلا تقدر أن تلقى أغصانها يمنة ويسرة، فتمر في السماء فتسمى حرجة فضرب بها مثل (2).
قوله: (إليه يصعد الكلم الطيب) [35 / 10] أي يقبله، لان كلما يتقبل الله من الطاعات يوصف بالرفع والصعود، ولان الملائكة يكتبون أعمال بني آدم ويرفعونها إلى حيث يشاء الله، لقوله تعالى: (إن كتاب الأبرار لفي عليين) وفي الحديث " يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد " قيل هي أرض واسعة مستوية.
وفيه " فتنفس الصعداء " هو بضم الصاد وفتح المهملتين والمد: نوع من التنفس يصعده المتلهف الحزين، وانتصابه، كما قيل على المفعول المطلق النوعي نحو " جلست القرفصاء ".
والصعد بفتحتين الصعود ضد الهبوط.
ومنه الحديث " إياكم والجلوس في الصعدات " يعنى الطرق، أخذا من الصعيد الذي هو التراب، فإنه يجمع على " الصعد " بضمتين، ثم " الصعدات " جمع الجمع كما تقول طريق وطرق وطرقات. وقيل المراد من الصعدات فناء باب الدار وممر الناس بين يديه.