مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٣٠١
الحيوان السفينة ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم ورفع الطين وانكسفت الشمس وجاء من السماء ماء منهمر (وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر) (1).
وعن أبي عبد الله (ع): فدارت السفينة وضربتها الأمواج حتى وافت مكة وطافت بالبيت وغرق جميع ما في الدنيا إلا موضع بالبيت، وإنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق، وبقي الماء ينصب من المساء أربعين صباحا ومن الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فسحت المساء فرفع نوح (ع) يده فقال: " يا رهمن أتقن " وتفسيرها رب أحسن (2)، فأمر الله الأرض أن تبلع ماءها، وهو قوله (يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي) الآية، فبلعت ماءها واستوت السفينة على الجودي وهو جبل عظيم، فبعث الله جبرئيل فساق الماء إلى البحار حول الدنيا، فنزل نوح من السفينة وبنوا مدينة، وكان لنوح عليه السلام بنت نزلت معه السفينة فتناسل الناس منها (3).
قوله: (وإذا النفوس زوجت) [81 / 7] أي قرنت بأشكالها أو بأعمالها، وقيل الأرواح بالأجساد، وقيل قرنت نفوس الصالحين بالحور العين ونفوس الطالحين بالشياطين.
قوله (أسكن أنت وزوجك الجنة) [7 / 19] قال المفسر: إنما لم يقل وزوجتك لان الإضافة إليه قد أغنت عن ذكره وأبانت عن معناه، فكان الحذف أحسن لما فيه من الايجاز من غير إخلال بالمعنى (4).
قوله: (وجعل منها زوجها) [7 / 189] يعني جعلها من جسد آدم من ضلع من أضلاعه، أو من جنسها كقوله تعالى (جعل لكم من أنفسكم أزواجا) - كذا ذكره الشيخ أبو علي (5).
وفي الفقيه: أي من الطينة التي خلقت من ضلعه الأيسر.

(١) تفسير علي بن إبراهيم ص ٣٠٣.
(٢) في البرهان " فقال يا دهمان أيقن، وتفسيرها يا رب احبس ".
(٣) البرهان ج ٢ ص ٢٢٠ مع اختلاف في الألفاظ.
(4) مجمع البيان ج 2 ص 405. (5) مجمع البيان ج 4 ص 460.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575