مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٦
ز وى في الحديث: " إن المسجد ليزوي من النخامة كما يزوي الجلدة من النار " أي ينضم وينقبض، وقيل: المراد أهل المسجد وهم الملائكة.
وفى حديث المؤمن: " وإني لأبتليه لما هو خير له وأزوي عنه لما هو خير له " أي أضم وأقبض.
ومثله: " ما زوى الله عن المؤمن في هذه الدنيا خير مما عجل له فيها " أي ضم وقبض، أو ما نحى من الخير والفضل، وتصديق ذلك أن الرجل منهم يوم القيامة يقول: يا رب إن أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء ولبسوا الثياب اللينة وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب فأعطني مثل ما أعطيتهم، فيقول الله تبارك وتعالى:
ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى أن انقضت سبعون ضعفا.
وفي الدعاء: " اللهم ما زويت عني ما أحب اجعله فراغا لي فيما تحب " يعني اجعل ما نحيته عني من محابي عونا على شغلي بمحابك، وذلك لان الفراغ خلاف الشغل، فإذا زوى عنه الدنيا ليتفرغ بمحاب ربه كان ذلك الفراغ عونا على الاشتغال بطاعة الله تعالى.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله: " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها " أي جعلها لي، من " زويته أزويه زويا " يريد تقريب البعيد منها حتى يطلع عليه اطلاعه على القريب منها.
ومثله: " أعطاني ربي اثنتين وزوى عني واحدة " أي ضم وقبض.
وفى الدعاء: " وازو لنا البعيد " أي اجمعه واطوه.
وفي الحديث: " ليس للامام أن يزوي الإمامة عن الذي يكون من بعده " (1) أي يقبضها عنه.
و " زويته أزويه " أخفيته.

(١) الكافي ١ / 278.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575