وتقول: " ما مررت بأحد إلا زيد، وإلا زيدا، ولا تمرر بأحد إلا زيد، وإلا زيدا، وهل مررت بأحد إلا زيد؟ وإلا زيدا ". وهذا معنى قوله: " وبعد نفي أو كنفي انتخب اتباع ما اتصل " أي: اختير اتباع الاستثناء المتصل، إن وقع بعد نفي أو شبه نفي.
وإن كان الاستثناء منقطعا تعين النصب عند جمهور العرب، فتقول:
" ما قام القوم إلا حمارا "، ولا يجوز الاتباع، وأجازه بنو تميم، فتقول:
" ما قام القوم إلا حمار، وما ضربت القوم إلا حمارا، وما مررت بالقوم إلا حمار ".
وهذا هو المراد بقوله: " وانصب ما انقطع " أي: انصب الاستثناء المنقطع إذا وقع بعد نفي أو شبهه عند غير بني تميم، وأما بنو تميم فيجيزون اتباعه.
فمعنى البيتين أن الذي استثنى ب " إلا " ينتصب، إن كان الكلام موجبا ووقع بعد تمامه، وقد نبه على هذا التقييد بذكره حكم النفي بعد ذلك، وإطلاق كلامه يدل على أنه ينتصب، سواء كان متصلا أو منقطعا.
وإن كان غير موجب - وهو الذي فيه نفي أو شبه نفي - انتخب - أي: اختير اتباع ما اتصل، ووجب نصب ما انقطع عند غير بني تميم، وأما بنو تميم فيجيزون اتباع المنقطع.
* * * وغير نصب سابق في النفي قد * يأتي، ولكن نصبه اختر إن ورد (1) .