لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٩٧
يقال: تغضرت عن كذا إذا انصرفت عنه. وما لي عنه وعي أي بد. وقال النضر: إنه لفي وعي رجال أي في رجال كثيرة:
والوعاء والإعاء على البدل والوعاء، كل ذلك: ظرف الشئ، والجمع أوعية، ويقال لصدر الرجل وعاء علمه واعتقاده تشبيها بذلك.
ووعى الشئ في الوعاء وأوعاه: جمعه فيه، قال أبو محمد الحذلمي:
تأخذه بد منه فتوعيه أي تجمع الماء في أجوافها. الأزهري: أوعى الشئ في الوعاء يوعيه إيعاء، بالألف، فهو موعى. الجوهري: يقال أوعيت الزاد والمتاع إذا جعلته في الوعاء، قال عبيد بن الأبرص:
الخير يبقى، وإن طال الزمان به، والشر أخبث ما أوعيت من زاد وفي الحديث: الاستيحاء من الله حق الحياء أن لا تنسوا المقابر والبلى والجوف وما وعى أي ما جمع من الطعام والشراب حتى يكونا من حلهما. وفي حديث الإسراء: ذكر في كل سماء أنبياء قد سماهم فأوعيت منهم إدريس في الثانية، قال ابن الأثير: هكذا روي، فإن صح فيكون معناه أدخلته في وعاء قلبي، يقال: أوعيت الشئ في الوعاء إذا أدخلته فيه، قال: ولو روي وعيت بمعنى حفظت لكان أبين وأظهر.
وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: حفظت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعاءين من العلم، أراد الكناية عن محل العلم وجمعه فاستعار له الوعاء.
وفي الحديث: لا توعي فيوعى عليك أي لا تجمعي وتشحي بالنفقة فيشح عليك وتجازي بتضييق رزقك. الأزهري: إذا أمرت من الوعي قلت عه، الهاء عماد الوقوف لخفتها لأنه لا يستطاع الابتداء والوقوف معا على حرف واحد.
والوعي والوعى، بالتحريك: الجلبة والأصوات، وقيل: الأصوات الشديدة، قال الهذلي:
كأن وعى الخموش، بجانبيه، وعى ركب، أميم، ذوي زياط وقال يعقوب: عينه بدل من غين وغى، أو غين وغى بدل منه، وقيل:
الوعي جلبة صوت الكلاب في الصيد. الأزهري: الوعي جلبة أصوات الكلاب والصيد، قال: ولم أسمع له فعلا. والواعية: كالوعى، الأزهري:
الواعية والوعى والوغى كلها الصوت. والواعية: الصارخة، وقيل الواعية الصراخ على الميت لا فعل له. وفي حديث مقتل كعب بن الأشرف أو أبي رافع: حتى سمعنا الواعية، قال ابن الأثير: هو الصراخ على الميت ونعيه، ولا يبنى منه فعل، وقوله أنشده ابن الأعرابي: إني نذير لك من عطيه، قرمش لزاده وعيه لم يفسر الوعية، قال ابن سيده: وأرى أنه مستوعب لزاده يوعيه في بطنه كما يوعى المتاع، هذا إن كان من صفة عطية، وإن كان من صفة الزاد فمعناه أنه يدخره حتى يخنز كما يخنز القيح في القرح.
* وغي: الوغى: الصوت، وقيل: الوغى الأصوات في الحرب مثل الوعي، ثم كثر ذلك حتى سموا الحرب وغى. والوغى: غمغمة الأبطال في حومة الحرب. والوغى: الحرب نفسها. والواغية: كالوغى، اسم محض. والوغى: أصوات النحل والبعوض ونحو ذلك إذا اجتمعت،
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست