لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٩٥
ومثله قول الآخر:
صبحن من كاظمة الحصن الخرب، يحملن عباس بن عبد المطلب إنما أراد: يحملن ابن عباس، ويروى: الخص الخرب. وقوله عز وجل:
يوصيكم الله في أولادكم، معناه يفرض عليكم لأن الوصية من الله إنما هي فرض، والدليل على ذلك قوله تعالى: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به، وهذا من الفرض المحكم علينا. وقوله تعالى: أتواصوا به، قال أبو منصور: أي أوصى أولهم آخرهم، والألف ألف استفهام، ومعناها التوبيخ. وتواصوا: أوصى بعضهم بعضا. ووصى الرجل وصيا: وصله. ووصى الشئ بغيره وصيا:
وصله. أبو عبيد: وصيت الشئ ووصلته سواء، قال ذو الرمة:
نصي الليل بالأيام، حتى صلاتنا مقاسمة يشتق أنصافها السفر يقول: رجع صلاتنا من أربعة إلى اثنين في أسفارنا لحال السفر. وفلاة واصية: تتصل بفلاة أخرى، قال ذو الرمة:
بين الرجا والرجا من جنب واصية يهماء، خابطها بالخوف معكوم قال الأصمعي: وصى الشئ يصي إذا اتصل، ووصاه غيره يصيه: وصله.
ابن الأعرابي: الوصي النبات الملتف، وإذا أطاع المرتع للسائمة فأصابته رغدا قيل أوصى لها المرتع يصي وصيا. وأرض واصية: متصلة النبات إذا اتصل نبتها، وربما قالوا تواصى النبت إذا اتصل، وهو نبت واص، وأنشد ابن بري للراجز:
يا رب شاة شاص في ربرب خماص يأكلن من قراص، وحمصيص واص وأنشد آخر:
لها موفد وفاه واص كأنه زرابي قيل، قد تحومي، مبهم الموفد: السنام، والقيل: الملك، وقال طرفة:
يرعين وسميا وصى نبته، فانطلق اللون ودق الكشوح يقال منه: أوصيت أي دخلت في الواصي. ووصت الأرض وصيا ووصيا ووصاء ووصاة، الأخيرة نادرة حكاها أبو حنيفة، كل ذلك: اتصل نباتها بعضه ببعض، وهي واصية، وقوله أنشده ابن الأعرابي:
أهل الغنى والجرد والدلاص والجود، وصاهم بذاك الواصي أراد: الجود الواصي أي المتصل، يقول: الجود وصاهم بأن يديموه أي الجود الواصي وصاهم بذلك، قال ابن سيده: وقد يكون الواصي هنا اسم الفاعل من أوصى، على حذف الزائد أو على النسب، فيكون مرفوع الموضع بأوصى (* قوله بأوصى كذا بالأصل تبعا للمحكم.) لا مجروره على أن يكون نعتا للجود، كما يكون في القول الأول. ووصيت الشئ بكذا وكذا إذا وصلته به، وأنشد بيت ذي الرمة:
نصي الليل بالأيام والوصي والوصي جميعا: جرائد النخل التي يحزم بها، وقيل: هي من الفسيل خاصة، وواحدتها وصاة ووصية.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست