لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٩
الطغية الصفاة الملساء، وقال أبو زيد: الطغية من كل شئ نبذة منه، وأنشد بيت ساعدة أيضا يصف مشتار العسل، قال ابن بري: واللهيف المكروب، والسبوب جمع سب الحبل، والطغية الناحية من الجبل، ويلط يكب، والمجنب الترس أي هذه الطغية كأنها ترس مكبوب. وقال ابن الأعرابي: قيل لابنة الخس ما مائة من الخيل؟ قالت: طغي عند من كانت ولا توجد، فإما أن تكون أرادت الطغيان أي أنها تطغي صاحبها، وإما أن تكون عنت الكثرة، ولم يفسره ابن الأعرابي.
والطاغوت، يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث: وزنه فعلوت إنما هو طغيوت، قدمت الياء قبل الغين، وهي مفتوحة وقبلها فتحة فقلبت ألفا. وطاغوت، وإن جاء على وزن لاهوت فهو مقلوب لأنه من طغى، ولاهوت غير مقلوب لأنه من لاه بمنزلة الرغبوت والرهبوت، وأصل وزن طاغوت طغيوت على فعلوت، ثم قدمت الياء قبل الغين محافظة على بقائها فصار طيغوت، ووزنه فلعوت، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار طاغوت. وقوله تعالى: يؤمنون بالجبت والطاغوت، قال الليث:
الطاغوت تاؤها زائدة وهي مشتقة من طغى، وقال أبو إسحق: كل معبود من دون الله عز وجل جبت وطاغوت، وقيل: الجبت والطاغوت الكهنة والشياطين، وقيل في بعض التفسير: الجبت والطاغوت حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف اليهوديان، قال الأزهري: وهذا غير خارج عما قال أهل اللغة لأنهم إذا اتبعوا أمرهما فقد أطاعوهما من دون الله. وقال الشعبي وعطاء ومجاهد: الجبت السحر، والطاغوت: الشيطان: والكاهن وكل رأس في الضلال، قد يكون واحدا، قال تعالى: يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به، وقد يكون جمعا، قال تعالى: والذين كفروا أو لياؤهم الطاغوت يخرجونهم، فجمع، قال الليث: إنما أخبر عن الطاغوت بجمع لأنه جنس على حد قوله تعالى: أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء، وقال الكسائي: الطاغوت واحد وجماع، وقال ابن السكيت: هو مثل الفلك يذكر ويؤنث، قال تعالى: والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها، وقال الأخفش: الطاغوت يكون للأصنام، والطاغوت يكون من الجن والإنس، وقال شمر: الطاغوت يكون من الأصنام ويكون من الشياطين، ابن الأعرابي: الجبت رئيس اليهود والطاغوت رئيس النصارى، وقال ابن عباس: الطاغوت كعب ابن الأشرف، والجبت حيي بن أخطب، وجمع الطاغوت طواغيت. وفي الحديث: لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغي، وفي الآخر: ولا بالطواغيت، فالطواغي جمع طاغية، وهي ما كانوا يعبدونه من الأصنام وغيرها، ومنه: هذه طاغية دوس وخثعم أي صنمهم ومعبودهم، قال: ويجوز أن يكون أراد بالطواغي من طغى في الكفر وجاوز الحد، وهم عظماؤهم وكبراؤهم، قال: وأما الطواغيت فجمع طاغوت وهو الشيطان أو ما يزين لهم أن يعبدوا من الأصنام. ويقال: للصنم: طاغوت.
والطاغية: ملك الروم. الليث: الطاغية الجبار العنيد. ابن شميل:
الطاغية الأحمق المستكبر الظالم. وقال شمر: الطاغية الذي لا يبالي ما أتى يأكل
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست