لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٧٨
وعفوته: شعر رأسه.
وعفا المنزل يعفو وعفت الدار ونحوها عفاء وعفوا وعفت وتعفت تعفيا: درست، يتعدى ولا يتعدى، وعفتها الريح وعفتها، شدد للمبالغة، وقال:
أهاجك ربع دارس الرسم، باللوى، لأسماء عفى آية المور والقطر؟
ويقال: عفى الله على أثر فلان وعفا الله عليه وقفى الله على أثر فلان وقفا عليه بمعنى واحد. والعفي: جمع عاف وهو الدارس.
وفي حديث الزكاة: قد عفوت عن الخيل والرقيق فأدوا زكاة أموالكم أي تركت لكم أخذ زكاتها وتجاوزت عنه، من قولهم عفت الريح الأثر إذا طمسته ومحته، ومنه حديث أم سلمة: قالت لعثمان، رضي الله عنهما: لا تعف سبيلا كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لحبها أي لا تطمسها، ومنه الحديث: تعافوا الحدود فيما بينكم، أي تجاوزوا عنها ولا ترفعوها إ فإني متى علمتها أقمتها. وفي حديث ابن عباس: وسئل عما في أموال أهل الذمة فقال العفو أي عفي لهم عما فيها من الصدقة وعن العشر في غلاتهم. وعفا أثره عفاء: هلك، على المثل، قال زهير يذكر دارا:
تحمل أهلها منها فبانوا، على آثار من ذهب العفاء والعفاء، بالفتح: التراب، روى أبو هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إذا كان عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء. قال أبو عبيدة وغيره: العفاء التراب، وأنشد بيت زهير يذكر الدار، وهذا كقولهم: عليه الدبار إذا دعا عليه أن يدبر فلا يرجع. وفي حديث صفوان ابن محرز: إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفا وشربت عليه ماء فعلى الدنيا العفاء. والعفاء: الدروس والهلاك وذهاب الأثر. وقال الليث: يقال في السب بفيه العفاء، وعليه العفاء، والذئب العواء، وذلك أن الذئب يعوي في إثر الظاعن إذا خلت الدار عليه، وأما ما ورد في الحديث: إن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولا لم أرسلوه، قال ابن الأثير: أعفي المريض بمعنى عوفي. والعفو: الأرض الغفل لم توطأ وليست بها آثار. قال ابن السكيت: عفو البلاد ما لا أثر لأحد فيها بملك.
وقال الشافعي في قول النبي، صلى الله عليه وسلم من أحيا أرضا ميتة فهي له: إنما ذلك في عفو البلاد التي لم تملك، وأنشد ابن السكيت:
قبيلة كشراك النعل دارجة، إن يهبطوا العفو لا يوجد لهم أثر قال ابن بري: الشعر للأخطل، وقبله:
إن اللهازم لا تنفك تابعة، هم الذنابى وشرب التابع الكدر قال: والذي في شعره:
تنزو النعاج عليها وهي باركة، تحكي عطاء سويد من بني غبرا قبيلة كشراك النعل دارجة، إن يهبطوا عفو أرض لا ترى أثرا قال الأزهري: والعفا من البلاد، مقصور، مثل العفو الذي لا ملك لأحد فيه. وفي الحديث: أنه أقطع من أرض المدينة ما كان عفا أي ما ليس لأحد فيه أثر، وهو من عفا الشئ إذا درس أو ما
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست