قال:
والثاني أشبه بهذا الحديث. وعفو الماء: ما فضل عن الشاربة وأخذ بغير كلفة ولا مزاحمة عليه. ويقال: عفى على ما كان منه إذا أصلح بعد الفساد.
أبو حنيفة: العفوة، بضم العين، من كل النبات لينه وما لا مؤونة على الراعية فيه.
وعفوة كل شئ وعفاوته، الضم عن اللحياني: صفوه وكثرته، يقال:
ذهبت عفوة هذا النبت أي لينه وخيره، قال ابن بري: ومنه قول الأخطل:
المانعين الماء حتى يشربوا عفواته، ويقسموه سجالا والعفاوة: ما يرفع للإنسان من مرق. والعافي: ما يرد في القدر من المرقة إذا استعيرت. قال ابن سيده: وعافي القدر ما يبقي فيها المستعير لمعيرها، قال مضرس الأسدي:
فلا تسأليني، واسأ ما خليقتي، إذا رد عافي القدر من يستعيرها قال ابن السكيت: عافي في هذا البيت في موضع الرفع لأنه فاعل، ومن في موضع النصب لأنه مفعول به، ومعناه أن صاحب القدر إذا نزل به الضيف نصب لهم قدرا، فإذا جاءه من يستعير قدره فرآها منصوبة لهم رجع ولم يطلبها، والعافي: هو الضيف، كأنه يرد المستعير لارتداده دون قضاء حاجته، وقال غيره: عافي القدر بقية المرقة يردها المستعير، وهو في موضع النصب، وكان وجه الكلام عافي القدر فترك الفتح للضرورة. قال ابن بري: قال ابن السكيت العافي والعفوة والعفاوة ما يبقى في أسفل القدر من مرق وما اختلط به، قال: وموضع عافي رفع لأنه هو الذي رد المستعير، وذلك لكلب الزمان وكونه يمنع إعارة القدر لتلك البقية.
والعفاوة: الشئ يرفع من الطعام للجارية تسمن فتؤثر به، وقال الكميت:
وظل غلام الحي طيان ساغبا، وكاعبهم ذات العفاوة أسغب قال الجوهري: والعفارة، بالكسر، ما يرفع من المرق أولا يخص به من يكرم، وأنشد بيت الكميت أيضا، تقول منه: عفوت له من المرق إذا غرفت له أولا وآثرته به، وقيل: العفاوة، بالكسر، أول المرق وأجوده، والعفاوة، بالضم، آخره يردها مستعير القدر مع القدر، يقال منه: عفوت القدر إذا تركت ذلك في أسفلها.
والعفاء، بالمد والكسر: ما كثر من الوبر والريش، الواحدة عفاءة، قال ابن بري: ومنه قول ساعدة بن جؤية يصف الضبع:
كمشي الأفتل الساري عليه عفاء، كالعباءة، عفشليل وعفاء النعام وغيره: الريش الذي على الزف الصغار، وكذلك عفاء الديك ونحوه من الطير، الواحدة عفاءة، ممدودة. وناقة ذات عفاء، وليست همزة العفاء والعفاءة أصلية، إنما هي واو قلبت ألفا فمدت مثل السماء، أصل مدتها الواو، ويقال في الواحدة:
سماوة وسماءة، قال: ولا يقال للريشة الواحدة عفاءة حتى تكون كثيرة كثيفة، وقال بعضهم في همزة العفاء: إنها أصلية، قال الأزهري:
وليست همزتها أصلية عند النحويين الحذاق، ولكنها همزة ممدودة، وتصغيرها عفي. وعفاء السحاب: كالخمل في وجهه لا يكاد يخلف.
وعفوة الرجل