لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٨٠
بالسهم: رمى به في الهواء فارتفع، لغة في عقه، قال المتنخل الهذ:
عقوا بسهم فلم يشعر به أحد، ثم استفاؤوا وقالوا: حبذا الوضح يقول: رموا بسهم نحو الهواء إشعارا أنهم قد قبلوا الدية ورضوا بها عوضا عن الدم، والوضح اللبن أي قالوا حبذا الإبل التي نأخذها بدلا من دم قتيلنا فنشرب ألبانها، وقد تقدم ذلك.
وعقا العلم، وهو البند: علا في الهواء، وأنشد ابن الأعرابي:
وهو، إذا الحرب عقا عقابه، كره اللقاء تلتظي حرابه ذكر الحرب على معنى القتال، ويروى: عفا عقابه أي كثر. وعقى الطائر إذا ارتفع في طيرانه. وعقت العقاب: ارتفعت، وكذلك النسر. والمعقي: الحائم على الشئ المرتفع كما ترتفع العقاب، وقيل: المعقي الحائم المستدير من العقبان بالشئ. وعقت الدلو إذا ارتفعت في البئر وهي تستدير، وأنشد في صفة دلو:
لا دلو إلا مثل دلو أهبان، واسعة الفرغ أديمان اثنان مما تبقى من عكاظ الركبان، إذا الكفاة اضطجعوا للأذقان (* قوله الكفاة هكذا في الأصل، وفي كثير من المواد: السقاة.) عقت كما عقت دلوف العقبان، بها فناهب كل ساق عجلان عقت أي حامت، وقيل: ارتفعت، يعني الدلو، كما ترتفع العقاب في السماء، قال: وأصله عققت، فلما توالت ثلاث قافات قلبت إحداهن ياء، كما قال العجاج:
تقضي البازي إذا البازي كسر ومثله قولهم: التظني من الظن والتلعي من اللعاعة، قال:
وأصل تعقية الدلو من العق وهو الشق، أنشد أبو عمرو لعطاء الأسدي:
وعقت دلوه حين استقلت بما فيها، كتعقية العقاب واعتقى الشئ وعقاه: احتبسه، مقلوب عن اعتاقه، ومنه قول الراعي:
صبا تعتقيها تارة وتقيمها وقال بعضهم: معنى تعتقيها تمضيها، وقال الأصمعي: تحتبسها.
والاعتقاء: الاحتباس، وهو قلب الاعتياق، قال ابن بري: ومنه قول مزاحم:
صبا وشمالا نيرجا يعتقيهما أحايين نوبات الجنوب الزفازف وقال ابن الرقاع:
ودون ذلك غول يعتقي الأجلا وقالوا: عاق على توهم عقوته. الجوهري: عقاه يعقوه إذا عاقه، على القلب، وعاقني وعاقاني وعقاني بمعنى واحد، وأنشد أبو عبيد لذي الخرق الطهوي:
ألم تعجب لذئب بات يسري ليؤذن صاحبا له باللحاق حسبت بغام راحلتي عناقا، وما هي، ويب غيرك بالعناق
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست