لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٦٣
من قوم عاشية، وأراد بالعاشية ههنا طالبي العلم الراجين خيره ونفعه. وفي المثل: العاشية تهيج الآبية أي إذا رأت التي تأبى الرعي التي تتعشى هاجتها للرعي فرعت معها، وأنشد:
ترى المصك يطرد العواشيا:
جلتها والأخر الحواشيا وبعير عشي: يطيل العشاء، قال أعرابي ووصف بعيره:
عريض عروض عشي عطو وعشا الإبل وعشاها: أرعاها ليلا. وعشيت الإبل إذا رعيتها بعد غروب الشمس. وعشيت الإبل تعشى عشى إذا تعشت، فهي عاشية. وجمل عش وناقة عشية: يزيدان على الإبل في العشاء، كلاهما على النسب دون الفعل، وقول كثير يصف سحابا:
خفي تعشى في البحار ودونه، من اللج، خضر مظلمات وسدف إنما أراد أن السحاب تعشى من ماء البحر، جعله كالعشاء له، وقول أحيحة بن الجلاح:
تعشى أسافلها بالجبوب، وتأتي حلوبتها من عل يعني بها النخل، يعني أنها تتعشى من أسفل أي تشرب الماء ويأتي حملها من فوق، وعنى بحلوبتها حملها كأنه وضع الحلوبة موضع المحلوب. وعشي عليه عشى: ظلمه. وعشى عن الشئ: رفق به كضحى عنه. والعشوان: ضرب من التمر أو النخل. والعشواء، ممدود: صرب من متأخر النخل حملا.
* عصا: العصا: العود، أنثى. وفي التنزيل العزيز: هي عصاي أتوكأ عليها. وفلان صلب العصا وصليب العصا إذا كان يعنف بالإبل فيضربها بالعصا، وقوله:
فأشهد لا آتيك، ما دام تنضب بأرضك، أو صلب العصا من رجالك أي صليب العصا. قال الأزهري: ويقال للراعي إذا كان قويا على إبله ضابطا لها إنه لصلب العصا وشديد العصا، ومنه قول عمر بن لجإ:
صلب العصا جاف عن التغزل قال ابن بري: ويقال إنه لصلب العصا أي صلب في نفسه وليس ثم عصا، وأنشد بيت عمر بن لجإ ونسبه إلى أبي النجم. ويقال: عصا وعصوان، والجمع أعص وأعصاء وعصي وعصي، وهو فعول، وإنما كسرت العين لما بعدها من الكسرة، وأنكر سيبويه أعصاء، قال: جعلوا أعصيا بدلا منه. ورجل لين العصا: رفيق حسن السياسة لما يلي، يكنون بذلك عن قلة الضرب بالعصا. وضعيف العصا أي قليل الضرب للإبل بالعصا، وذلك مما يحمد به، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد الأزهري لمعن بن أوس المزني:
عليه شريب وادع لين العصا، يساجلها جماته وتساجله قال الجوهري: موضع الجمات نصب، وجعل شربها للماء مساجلة، وأنشد غيره قول الراعي يصف راعيا:
ضعيف العصا بادي العروق، ترى له عليها، إذا ما أجدب الناس، إصبعا وقولهم: إنه لضعيف العصا أي ترعية. قال ابن
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست