من الجنة. وقال الليث: مصدر غوى الغي، قال: والغواية الانهماك في الغي. ويقال: أغواه الله إذا أضله. وقال تعالى: فأغويناكم إنا كنا غاوين، وحكى المؤرج عن بعض العرب غواه بمعنى أغواه، وأنشد:
وكائن ترى من جاهل بعد علمه غواه الهوى جهلا عن الحق فانغوى قال الأزهري: لو كان عواه الهوى بمعنى لواه وصرفه فانعوى كان أشبه بكلام العرب وأقرب إلى الصواب. وقوله تعالى: فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم، قيل فيه قولان، قال بعضهم: فبما أضللتني، وقال بعضهم: فبما دعوتني إلى شئ غويت به أي غويت من أجل آدم، لأقعدن لهم صراطك أي على صراطك، ومثله قوله ضرب زيد الظهر والبطن المعنى على الظهر والبطن. وقوله تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون، قيل في تفسيره: الغاوون الشياطين، وقيل أيضا: الغاوون من الناس، قال الزجاج:
والمعنى أن الشاعر إذا هجا بما لا يجوز هوي ذلك قوم وأحبوه فهم الغاوون، وكذلك إن مدح ممدوحا بما ليس فيه وأحب ذلك قوم وتابعوه فهم الغاوون. وأرض مغواة: مضلة. والأغوية:
المهلكة: والمغويات، بفتح الواو مشددة، جمع المغواة: وهي حفرة كالزبية تحتفر للأسد، وأنشد ابن بري لمغلس بن لقيط: وإن رأياني قد نجوت تبغيا لرجلي مغواة هياما ترابها وفي مثل للعرب: من حفر مغواة أوشك أن يقع فيها. ووقع الناس في أغوية أي في داهية. وروي عن عمر، رضي الله عنه، أنه قال:
إن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله، قال أبو عبيد: هكذا روي بالتخفيف وكسر الواو، قال: وأما الذي تكلمت به العرب فالمغويات، بالتشديد وفتح الواو، واحدتها مغواة، وهي حفرة كالزبية تحتفر للذئب ويجعل فيها جدي إذا نظر الذئب إليه سقط عليه يريده فيصاد، ومن هذا قيل لكل مهلكة مغواة، وقال رؤبة: إلى مغواة الفتى بالمرصاد يريد إلى مهلكته ومنيته، وشبهها بتلك المغواة، قال:
وإنما أراد عمر، رضي الله عنه، أن قريشا تريد أن تكون مهلكة لمال الله كإهلاك تلك المغواة لما سقط فيها أي تكون مصايد للمال ومهالك كتلك المغويات. قال أبو عمرو: وكل بئر مغواة، والمغواة في بيت رؤبة: القبر. والتغاوي: التجمع وتغاووا عليه تعاونوا عليه فقتلوه وتغاووا عليه: جاؤوه من هنا وهنا وإن لم يقتلوه. والتعاون على الشر، وأصله من الغواية أو الغي، يبين ذلك شعر لأخت المنذر بن عمرو الأنصاري قالته في أخيها حين قتله الكفار:
تغاوت عليه ذئاب الحجاز بنو بهثة وبنو جعفر وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، وقتلته قال: فتغاووا والله عليه حتى قتلوه أي تجمعوا. والتغاوي: التعاون في الشر، ويقال بالعين المهملة، ومنه حديث المسلم قاتل المشرك الذي كان يسب النبي، صلى الله عليه وسلم، فتغاوى المشركون عليه حتى قتلوه، ويروى بالعين المهملة،