لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٣٣
يقدر به مدى الأميال والفراسخ والأرض التي يستبق إليها. التهذيب: الفرسخ التام خمس وعشرون غلوة.
والغلو في القافية: حركة الروي الساكن بعد تمام الوزن، والغالي: نون زائدة بعد تلك الحركة، وذلك نحو قوله في إنشاد من أنشده هكذا:
وقاتم الأعماق خاوي المخترقن فحركة القاف هي الغلو، والنون بعد ذلك هي الغالي، وإنما اشتق من الغلو الذي هو التجاوز لقدر ما يحب، وهو عندهم أفحش من التعدي، وقد ذكرنا التعدي في الموضع الذي يليق به، ولا يعتد به في الوزن لأن الوزن قد تناهى قبله، جعلوا ذلك في آخر البيت بمنزلة الخزم في أوله.
والدابة تغلو في سيرها غلوا وتغتلي بخفة قوائمها، وأنشد: فهي أمام الفرقدين تغتلي ابن سيده: وغلت الدابة في سيرها غلوا واغتلت ارتفعت فجاوزت حسن السير، قال الأعشى:
جمالية تغتلي بالرداف، إذا كذب الآثمات الهجيرا والاغتلاء: الإسراع، قال الشاعر:
كيف تراها تغتلي يا شرج، وقد سهجناها فطال السهج؟
وناقة مغلاة الوهق إذا توهقت أخفافها، قال رؤبة:
تنشطته كل مغلاة الوهق، مضبورة قرواء هرجاب فنق الهاء للمخترق، وهو المفازة. وغلا بالجارية والغلام عظم غلوا: وذلك في سرعة شبابهما وسبقهما لداتهما، وهو من التجاوز. وغلوان الشباب وغلواؤه: سرعته وأوله. أبو عبيد:
الغلواء، ممدود، سرعة الشباب، وأنشد قول ابن الرقيات:
لم تلتفت للداتها، ومضت على غلوائها وقال آخر:
فمضى على غلوائه، وكأنه نجم سرت عنه الغيوم فلاحا وقال طفيل:
فمشوا إلى الهيجاء، في غلوائها، مشي الليوث بكل أبيض مذهب وفي حديث علي، رضي الله عنه: شموخ أنفه وسمو غلوائه، غلواء الشباب: أوله وشرته، وقال ابن السكيت في قول الشاعر:
خمصانة قلق موشحها، رؤد الشباب غلا بها عظم قال: هذا مثل قول ابن الرقيات:
لم تلتفت للداتها، ومضت على غلوائها وكما قال:
كالغصن في غلوائه المتأود وقال غيره: الغالي اللحم السمين، أخذ منه قوله: غلا بها عظم إذا سمنت، وقال أبو وجزة السعدي:
توسطها غال عتيق، وزانها معرس مهري، به الذيل يلمع
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست