لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٨٩
من شعرائهم، حكاه ابن الأعرابي. وناعم ونعيم ومنعم وأنعم ونعمي (* قوله ومنعم هكذا ضبط في الأصل والمحكم، وقال القاموس كمحدث، وضبط في الصاغاني كمكرم. وقوله وأنعم قال في القاموس بضم العين، وضبط في المحكم بفتحها. وقوله ونعمى قال في القاموس كحبلى وضبط في الأصل والمحكم ككرسي) ونعمان ونعيمان وتنعم، كلهن: أسماء. والتناعم: بطن من العرب ينسبون إلى تنعم بن عتيك. وبنو نعام: بطن. ونعام: موضع. يقال: فلان من أهل برك ونعام، وهما موضعان من أطراف اليمن. والنعامة: فرس مشهورة فارسها الحرث بن عباد، وفيها يقول:
قربا مربط النعامة مني، لقحت حرب وائل عن حيال أي بعد حيال. والنعامة أيضا: فرس مسافع ابن عبد العزى.
وناعمة: اسم امرأة طبخت عشبا يقال له العقار رجاء أن يذهب الطبخ بغائلته فأكلته فقتلها، فسمي العقار لذلك عقار ناعمة، رواه ابن سيده عن أبي حنيفة. وينعم: حي من اليمن. ونعم ونعم: كقولك بلى، إلا أن نعم في جواب الواجب، وهي موقوفة الآخر لأنها حرف جاء لمعنى، وفي التنزيل: هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم، قال الأزهري: إنما يجاب به الاستفهام الذي لا جحد فيه، قال: وقد يكون نعم تصديقا ويكون عدة، وربما ناقض بلى إذا قال:
ليس لك عندي وديعة، فتقول: نعم تصديق له وبلى تكذيب. وفي حديث قتادة عن رجل من خثعم قال: دفعت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو بمنى فقلت: أنت الذي تزعم أنك نبي؟ فقال: نعم، وكسر العين، هي لغة في نعم، وكسر العين، وهي لغة في نغم بالفتح التي للجواب، وقد قرئ بهما. وقال أبو عثمان النهدي: أمرنا أمير المؤمنين عمر، رضي الله عنه، بأمر فقلنا: نعم، فقال: لا تقولوا نعم وقولوا نعم، بكسر العين. وقال بعض ولد الزبير: ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون إلا نعم، بكسر العين. وفي حديث أبي سفيان حين أراد الخروج إلى أحد:
كتب على سهم نعم، وعلى آخر لا، وأجالهما عند هبل، فخرج سهم نعم فخرج إلى أحد، فلما قال لعمر: أعل هبل، وقال عمر: الله أعلى وأجل، قال أبو سفيان: أنعمت فعال عنها أي اترك ذكرها فقد صدقت في فتواها، وأنعمت أي أجابت بنعم، وقول الطائي:
تقول إن قلتم لا: لا مسلمة لأمركم، ونعم إن قلتم نعما قال ابن جني: لا عيب فيه كما يظن قوم لأنه لم يقر نعم على مكانها من الحرفية، لكنه نقلها فجعلها اسما فنصبها، فيكون على حد قولك قلت خيرا أو قلت ضيرا، ويجوز أن يكون قلتم نعما على موضعه من الحرفية، فيفتح للإطلاق، كما حرك بعضهم لالتقاء الساكنين بالفتح، فقال:
قم الليل وبع الثوب، واشتق ابن جني نعم من النعمة، وذلك أن نعم أشرف الجوابين وأسرهما للنفس وأجلبهما للحمد، ولا بضدها، ألا ترى إلى قوله:
وإذا قلت نعم، فاصبر لها بنجاح الوعد، إن الخلف ذم وقول الآخر أنشده الفارسي:
أبى جوده لا البخل واستعجلت به نعم من فتى لا يمنع الجوع قاتله (* قوله لا يمنع الجوع قاتله هكذا في الأصل والصحاح، وفي المحكم:
الجوس قاتله، والجوس الجوع. والذي في مغني اللبيب: لا يمنع الجود قاتله، وكتب عليه الدسوقي ما نصه:
قوله لا يمنع الجود، فاعل يمنع عائد على الممدوح، والجود مفعول ثان، وقاتله مفعول أول، ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص بل يصله اه‍. تقرير دردير).
(٥٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 594 ... » »»
الفهرست