لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٨٧
بكسر النون وسكون العين، ولك أن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الأول مفتوحا فتقول: نعم الرجل بفتح النون وسكون العين، وتقول: نعم الرجل زيد ونعم المرأة هند، وإن شئت قلت: نعمت المرأة هند، فالرجل فاعل نعم، وزيد يرتفع من وجهين: أحدهما أن يكون مبتدأ قدم عليه خبره، والثاني أن يكون خبر مبتدإ محذوف، وذلك أنك لما قلت نعم الرجل، قيل لك: من هو؟ أو قدرت أنه قيل لك ذلك فقلت:
هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدأ، والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد، وإذا قلت نعم رجلا فقد أضمرت في نعم الرجل بالألف واللام مرفوعا وفسرته بقولك رجلا، لأن فاعل نعم وبئس لا يكون إلا معرفة بالألف واللام أو ما يضاف إلى ما فيه الألف واللام، ويراد به تعريف الجنس لا تعريف العهد، أو نكرة منصوبة ولا يليها علم ولا غيره ولا يتصل بهما الضمير، لا تقول نعم زيد ولا الزيدون نعموا، وإن أدخلت على نعم ما قلت: نعما يعظكم به، تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين، وتقول غسلت غسلا نعما، تكتفي بما مع نعم عن صلته أي نعم ما غسلته، وقالوا: إن فعلت ذلك فبها ونعمت بتاء ساكنة في الوقف والوصل لأنها تاء تأنيث، كأنهم أرادوا نعمت الفعلة أو الخصلة. وفي الحديث: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل، قال ابن الأثير: أي ونعمت الفعلة والخصلة هي، فحذف المخصوص بالمدح، والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخصلة أو الفعلة، يعني الوضوء، ينال الفضل، وقيل: هو راجع إلى السنة أي فبالسنة أخذ فأضمر ذلك. قال الجوهري: تاء نعمت ثابتة في الوقف، قال ذو الرمة:
أو حرة عيطل ثبجاء مجفرة دعائم الزور، نعمت زورق البلد وقالوا: نعم القوم، كقولك نعم القوم، قال طرفة:
ما أقلت قدماي إنهم نعم الساعون في الأمر المبر هكذا أنشدوه نعم، بفتح النون وكسر العين، جاؤوا به على الأصل ولم يكثر استعماله عليه، وقد روي نعم، بكسرتين على الاتباع. ودققته دقا نعما أي نعم الدق. قال الأزهري: ودققت دواء فأنعمت دقه أي بالغت وزدت. ويقال: ناعم حبلك وغيره أي أحكمه.
ويقال: إنه رجل نعما الرجل وإنه لنعيم.
وتنعمه بالمكان: طلبه. ويقال: أتيت أرضا فتنعمتني أي وافقتني وأقمت بها. وتنعم: مشى حافيا، قيل: هو مشتق من النعامة التي هي الطريق وليس بقوي. وقال اللحياني: تنعم الرجل قدميه أي ابتذلهما. وأنعم القوم ونعمهم: أتاهم متنعما على قدميه حافيا على غير دابة، قال:
تنعمها من بعد يوم وليلة، فأصبح بعد الأنس وهو بطين وأنعم الرجل إذا شيع صديقه حافيا خطوات. وقوله تعالى: إن تبدوا الصدقات فنعما هي، ومثله: إن الله نعما يعظكم به، قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو فنعما، بكسر النون وجزم العين وتشديد الميم، وقرأ حمزة والكسائي فنعما، بفتح النون وكسر العين، وذكر
(٥٨٧)
مفاتيح البحث: الغسل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 582 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592 ... » »»
الفهرست