لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤٤٤
فوصف الغمام بالغر وهو جمع غراء. وقد أغمت السماء أي تغيرت.
وحب الغمام: البرد. وسحاب أغم: لا فرجة فيه. وقال ابن عرفة في قوله تعالى: وظللنا عليهم الغمام، الغمام الغيم الأبيض وإنما سمي غماما لأنه يغم السماء أي يسترها، وسمي الغم غما لاشتماله على القلب. وقوله عز وجل: فأثابكم غما بغم، أراد غما متصلا، فالغم الأول الجراح والقتل، والثاني ما ألقي إليهم من قبل النبي، صلى الله عليه وسلم، فأنساهم الغم الأول. وفي حديث عائشة: عتبوا على عثمان موضع الغمامة المحماة، هي السحابة وجمعها الغمام، وأرادت بها العشب والكلأ الذي حماه، فسمته بالغمامة كما يسمى بالسماء، أرادت أنه حمى الكلأ وهو حق جميع الناس. والغمم: أن يسيل الشعر حتى يضيق الوجه والقفا، ورجل أغم وجبهة غماء، قال هدبة بن الخشرم:
فلا تنكحي، إن فرق الدهر بيننا، أغم القفا والوجه، ليس بأنزعا ويقال: رجل أغم الوجه وأغم القفا. وفي حديث المعراج في رواية ابن مسعود: كنا نسير في أرض غمة (* قوله في أرض غمة ضبطت الغمة بضم الغين وشد الميم كما ترى في غير نسخة من النهاية)، الغمة: الضيقة.
والغماء من النواصي: كالفاشغة، وتكره الغماء من نواصي الخيل وهي المفرطة في كثرة الشعر.
والغميم: النبات الأخضر تحت اليابس. وفي الصحاح: الغميم الغميس وهو الكلأ تحت اليبيس. وفي النوادر: اعتم الكلأ واغتم. وأرض معمة ومغمة ومعلولي ة ومغلولية، وأرض عمياء وكمهاء كل هذا في كثرة النبات والتفافه. والغمام: الزكام. ورجل مغموم:
مزكوم. والغميم: اللبن يسخن حتى يغلظ. والغميم: موضع بالحجاز، ومنه كراع الغميم وبرق الغميم، قال:
حوزها من برق الغميم أهدأ، يمشي مشية الظليم والغمغمة والتغمغم: الكلام الذي الذي لا يبين، وقيل هما أصوات الثيران عند الذعر وأصوات الأبطال في الوغى عند القتال، قال امرؤ القيس:
وظل لثيران الصريم غماغم، يداعسها بالسمهري المعلب وأورد الأزهري هنا بيتا نسبه لعلقمة وهو:
وظل لثيران الصريم غماغم، إذا دعسوها بالنضي المعلب وقال الراعي:
يفلقن كل ساعد وجمجمه ضربا، فلا تسمع إلا غمغمه وفي صفة قريش: ليس فيهم غمغمة قضاعة، الغمغمة والتغمغم: كلام غير بين، قاله رجل من العرب لمعاوية، قال: من هم؟ قال: قومك من قريش، وجعله عبد مناف بن ربع الهذلي للقسي فقال:
وللقسي أزاميل وغمغمة، حس الجنوب تسوق الماء والبردا وقال عنترة:
في حومة الموت التي لا تشتكي غمراتها الأبطال، غير تغمغم وقوله أنشده ابن الأعرابي:
إذا المرضعات، بعد أول هجعة، سمعت على ثديهن غماغما فسره فقال: معناه أن ألبانهن قليلة، فالرضيع يغمغم
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»
الفهرست