لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤٤٥
ويبكي على الثدي إذا رضعه طلبا للبن، فإما أن تكون الغمغمة في بكاء الأطفال وتصويتهم أصلا، وإما أن تكون استعارة.
وتغمغم الغريق تحت الماء: صوت، وفي التهذيب إذا تداكأت فوقه الأمواج، وأنشد:
من خر في قمقامنا تقمقما، كما هوى فرعون، إذ تغمغما تحت ظلال الموج، إذ تدأما أي صار في دأماء البحر.
* غنم: الغنم: الشاء لا واحد له من لفظه، وقد ثنوه فقالوا غنمان، قال الشاعر:
هما سيدانا يزعمان، وإنما يسوداننا إن يسرت غنماهما قال ابن سيده: وعندي أنهم ثنوه على إرادة القطيعين أو السربين، تقول العرب: تروح على فلان غنمان أي قطيعان لكل قطيع راع على حدة، ومنه حديث عمر: أعطوا من الصدقة من أبقت له السنة غنما ولا تعطوها من أبقت له غنمين أي من أبقت له قطعة واحدة لا يقطع مثلها فتكون قطعتين لقلتها، فلا تعطوا من له قطعتان منها، وأراد بالسنة الجدب، قال: وكذلك تروح على فلان إبلان: إبل ههنا وإبل ههنا، والجمع أغنام وغنوم، وكسره أبو جندب الهذلي أخو خراش على أغانم فقال من قصيدة يذكر فيها فرار زهير بن الأغر اللحياني:
فر زهير رهبة من عقابنا، فليتك لم تغدر فتصبح نادما منها:
إلى صلح الفيفا فقنة عاذب، أجمع منهم جاملا وأغانما قال ابن سيده: وعندي أنه أراد وأغانيم فاضطر فحذف كما قال:
والبكرات الفسج العطامسا وغنم مغنمة ومغنمة: كثيرة. وفي التهذيب عن الكسائي: غنم مغنمة ومغنمة أي مجتمعة. وقال أبو زيد: غنم مغنمة وإبل مؤبلة إذا أفرد لكل منها راع، وهو اسم مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور وعلى الإناث وعليهما جميعا، فإذا صغرتها أدخلتها الهاء قلت غنيمة، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم، يقال:
له خمس من الغنم ذكور فيؤنث العدد وإن عنيت الكباش إذا كان يليه من الغنم لأن العدد يجري في تذكيره وتأنيثه على اللفظ لا على المعنى، والإبل كالغنم في جميع ما ذكرنا، وتقول: هذه غنم لفظ الجماعة، فإذا أفردت الواحدة قلت شاة. وتغنم غنما: اتخذها. وفي الحديث:
السكينة في أهل الغنم، قيل: أراد بهم أهل اليمن لأن أكثرهم أهل غنم بخلاف مضر وربيعة لأنهم أصحاب إبل. والعرب تقول: لا آتيك غنم الفزر أي حتى يجتمع غنم الفزر، فأقاموا الغنم مقام الدهر ونصبوه هو على الظرف، وهذا اتساع. والغنم: الفوز بالشي من غير مشقة.
والاغتنام: انتهاز الغنم. والغنم والغنيمة والمغنم: الفئ. يقال: غنم القوم غنما، بالضم. وفي الحديث: الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه، غنمه: زيادته ونماؤه وفاضل قيمته، وقول ساعدة بن جؤية:
وألزمها من معشر يبغضونها، نوافل تأتيها به وغنوم يجوز أن يكون كسر غنما على غنوم. وغنم الشئ غنما: فاز به.
وتغنمه واغتنمه: عده غنيمة، وفي
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»
الفهرست