لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤٤٢
والغماء: كالغم. وقد غمه الأمر يغمه غما فاغتم وانغم، حكاها سيبويه بعد اغتم، قال: وهي عربية.
ويقال: ما أغمك إلي وما أغمك لي وما أغمك علي. وإنه لفي غمة من أمره أي لبس ولم يهتد له. وأمره عليه غمة أي لبس. وفي التنزيل العزيز: ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، قال أبو عبيد: مجازها ظلمة وضيق وهم، وقيل: أي مغطى مستورا.
والغمى: الشديدة من شدائد الدهر، قال ابن مقبل:
خروج من الغمى إذا صك صكة بدا، والعيون المستكفة تلمح وأمر غمة أي مبهم ملتبس، قال طرفة:
لعمري وما أمري علي بغمة نهاري، وما ليلي علي بسرمد ويقال: إنهم لفي غمى من أمرهم إذا كانوا في أمر ملتبس، قال الشاعر:
وأضرب في الغمى إذا كثر الوغى، وأهضم إن أضحى المراضيع جوعا قال ابن حمزة: إذا قصرت الغمى ضممت أولها، وإذا فتحت أولها مددت، قال: والأكثر على أنه يجوز القصر والمد في الأول (* قوله في الأول كذا في الأصل، ولعله في الثاني إذ هو الذي يجوز فيه القصر والمد) قال مغلس:
حبست بغمى غمرة فتركتها، وقد أترك الغمى إذا ضاق بابها والغمة: قعر النحي وغيره.
وغم علي الخبر، على ما لم يسم فاعله، أي استعجم مثال أغمي.
وغم الهلال على الناس غما: ستره الغيم وغيره فلم ير.
وليلة غماء: آخر ليلة من الشهر، سميت بذلك لأنه غم عليهم أمرها أي ستر فلم يدر أمن المقبل هي أم من الماضي، قال:
ليلة غمى * طامس هلالها، (* قوله ليلة غمى إلخ أورده الجوهري شاهدا على ما بعده وهو المناسب) أوغلتها ومكرة إيغالها وهي ليلة الغمى. وصمنا للغمى وللغمى، بالفتح والضم، إذ غم عليهم الهلال في الليلة التي يرون أن فيها استهلاله. وصمنا للغماء، بالفتح والمد. وصمنا للغمية وللغمة كل ذلك إذا صاموا على غير رؤية. وفي الحديث: أنه قال صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة، قال شمر: يقال غم علينا الهلال غما فهو مغموم إذا حال دون رؤية الهلال غيم رقيق، من غممت الشئ إذا غطيته، وفي غم ضمير الهلال، قال: ويجوز أن يكون غم مسندا إلى الظرف أي فإن كنتم مغموما عليكم فأكملوا، وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه. وفي حديث وائل ابن حجر: ولا غمة في فرائض الله أي لا تستر ولا تخفى فرائضه، وإنما تظهر وتعلن ويجهر بها، وقال أبو دواد:
ولها قرحة تلألأ كالشع‍ - رى، أضاءت وغم عنها النجوم يقول: غطى السحاب غيرها من النجوم، وقال جرير:
إذا نجم تعقب لاح نجم، وليست بالمحاق ولا الغموم قال: والغموم من النجوم صغارها الخفية. قال الأزهري: وروي هذا الحديث فإن غمي عليكم
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»
الفهرست