لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٣٦٦
والطعمة: السيرة في الأكل، وهي أيضا الكسبة، وحكى اللحياني: إنه لخبيث الطعمة أي السيرة، ولم يقل خبيث السيرة في طعام ولا غيره. ويقال: فلان طيب الطعمة وفلان خبيث الطعمة إذا كان من عادته أن لا يأكل إلا حلالا أو حراما. واستطعمه: سأله أن يطعمه. وفي الحديث: إذا استطعمكم الإمام فأطعموه أي إذا أرتج عليه في قراءة الصلاة واستفتحكم فافتحوا عليه ولقنوه، وهو من باب التمثيل تشبيها بالطعام، كأنهم يدخلون القراءة في فيه كما يدخل الطعام، ومنه قولهم: فاستطعمته الحديث أي طلبت منه أن يحدثني وأن يذيقني حديثه، وأما ما ورد في الحديث: طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، فيعني شبع الواحد قوت الاثنين وشبع الاثنين قوت الأربعة، ومثله قول عمر، رضي الله عنه، عام الرمادة: لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيت مثل عددهم فإن الرجل لا يهلك على نصف بطنه. ورجل مطعم: شديد الأكل، وامرأة مطعمة نادر ولا نظير له إلا مصكة. ورجل مطعم، بضم الميم: مرزوق. ورجل مطعام: يطعم الناس ويقريهم كثيرا، وامرأة مطعام، بغير هاء.
والطعم، بالفتح: ما يؤديه. الذوق. يقال: طعمه مر.
وطعم كل شئ: حلاوته ومرارته وما بينهما، يكون ذلك في الطعام والشراب، والجمع طعوم. وطعمه طعما وتطعمه: ذاقه فوجد طعمه.
وفي التنزيل: إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني، أي من لم يذقه. يقال: طعم فلان الطعام يطعمه طعما إذا أكله بمقدم فيه ولم يسرف فيه، وطعم منه إذا ذاق منه، وإذا جعلته بمعنى الذوق جاز فيما يؤكل ويشرب. والطعام: اسم لما يؤكل، والشراب: اسم لما يشرب، وقال أبو إسحق: معنى ومن لم يطعمه أي لم يتطعم به. قال الليث: طعم كل شئ يؤكل ذوقه، جعل ذواق الماء طعما ونهاهم أن يأخذوا منه إلا غرفة وكان فيها ريهم وري دوابهم، وأنشد ابن الأعرابي:
فأما بنو عامر بالنسار، غداة لقونا، فكانوا نعاما نعاما بخطمة صعر الخدو د، لا تطعم الماء إلا صياما يقول: هي صائمة منه لا تطعمه، قال: وذلك لأن النعام لا ترد الماء ولا تطعمه، ومنه حديث أبي هريرة في الكلاب: إذا وردن الحكر الصغير فلا تطعمه، أي لا تشربه. وفي المثل: تطعم تطعم أي ذق تشه، قال الجوهري: قولهم تطعم تطعم أي ذق حتى تستفيق أي تشتهي وتأكل. قال ابن بري: معناه ذق الطعام فإنه يدعوك إلى أكله، قال: فهذا مثل لمن يحجم عن الأمر فيقال له: ادخل في أوله يدعوك ذلك إلى دخولك في آخره، قاله عطاء بن مصعب. والطعم: الأكل بالثنايا. ويقال: إن فلانا لحسن الطعم وإنه ليطعم طعما حسنا.
واطعم الشئ: أخذ طعما. ولبن مطعم ومطعم: أخذ طعم السقاء. وفي التهذيب: قال أبو حاتم يقال لبن مطعم، وهو الذي أخذ في السقاء طعما وطيبا، وهو ما دام في العلبة محض وإن تغير، ولا يأخذ اللبن طعما ولا يطعم في العلبة والإناء أبدا، ولكن يتغير طعمه في الإنقاع. وأطعمت الشجرة، على افتعلت: أدركت ثمرتها، يعني أخذت
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست