لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٣٦٥
يذكر أنها في البطن وتسمى الصفر، تؤذي الإنسان إذا جاع، ثم أنشد قول أبي خراش في الطعم الشهوة:
وأغتبق الماء القراح فأنتهي، إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعم ذا طعم أي ذا شهوة، فأراد بالأول الطعام، وبالثاني ما يشتهى منه، قال ابن بري: كنى عن شدة الجوع بشجاع البطن الذي هو مثل الشجاع. ورجل ذو طعم أي ذو عقل وحزم، وأنشد:
فلا تأمري، يا أم أسماء، بالتي تجر الفتى ذا الطعم أن يتكلما أي تخرس، وأصله من الإجرار، وهو أن يجعل في فم الفصيل خشبة تمنعه من الرضاع. ويقال: ما بفلان طعم ولا نويص أي ليس له عقل ولا به حراك. قال أبو بكر: قولهم ليس لما يفعل فلان طعم، معناه ليس له لذة ولا منزلة من القلب، وقال في قوله للمزلج ذا طعم في بيت أبي خراش: معناه ذا منزلة من القلب، والمزلج البخيل، وقال ابن بري: المزلج من الرجال الدون الذي ليس بكامل، وأنشد:
ألا ما لنفس لا تموت فينقضي شقاها، ولا تحيا حياة لها طعم معناه لها حلاوة ومنزلة من القلب. وليس بذي طعم أي ليس له عقل ولا نفس. والطعم: ما يشتهى. يقال: ليس له طعم وما فلان بذي طعم إذا كان غثا. وفي حديث بدر: ما قتلنا أحدا به طعم، ما قتلنا إلا عجائز صلعا، هذه استعارة أي قتلنا من لا اعتداد به ولا معرفة ولا قدر، ويجوز فيه فتح الطاء وضمها لأن الشئ إذا لم يكن فيه طعم ولا له طعم فلا جدوى فيه للآكل ولا منفعة. والطعم أيضا: الحب الذي يلقى للطير، وأما سيبويه فسوى بين الاسم والمصدر فقال: طعم طعما وأصاب طعمه، كلاهما بضم أوله.
والطعمة: المأكلة، والجمع طعم، قال النابغة:
مشمرين على خوص مزممة، نرجو الإله، ونرجو البر والطعما ويقال: جعل السلطان ناحية كذا طعمة لفلان أي مأكلة له. وفي حديث أبي بكر: إن الله تعالى إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم بعده، الطعمة، بالضم: شبه الرزق، يريد به ما كان له من الفئ وغيره، وجمعها طعم. ومنه حديث ميراث الجد: إن السدس الآخر طعمة له أي أنه زيادة على حقه. ويقال فلان تجبى له الطعم أي الخراج والإتاوات، قال زهير:
مما ييسر أحيانا له الطعم (* قوله قال زهير مما ييسر إلخ صدره كما في التكملة: ينزع إمة أقوام ذوي حسب).
وقال الحسن في حديثه: القتال ثلاثة: قتال على كذا وقتال لكذا وقتال على كسب هذه الطعمة، يعني الفئ والخراج. والطعمة والطعمة، بالضم والكسر: وجه المكسب. يقال: فلان طيب الطعمة وخبيث الطي عمة إذا كان ردئ الكسب، وهي بالكسر خاصة حالة الأكل، ومنه حديث عمر ابن أبي سلمة: فما زالت تلك طعمتي بعد أي حالتي في الأكل. أبو عبيد: فلان حسن الطعمة والشربة، بالكسر. والطعمة: الدعوة إلى الطعام.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست