لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٣٥٨
بهم. وفي حديث زبيب العنبري:
أعدني على رجل من جندك ضم مني ما حرم الله ورسوله أي أخذ من مالي وضمه إلى ماله. وضام الشئ الشئ: انضم معه.
وتضام القوم إذا انضم بعضهم إلى بعض. وفي حديث الرؤية: لا تضامون في رؤيته، يعني رؤية الله عز وجل، أي ينضم بعضكم إلى بعض، فيقول واحد لآخر أرنيه كما تفعلون عند النظر إلى الهلال، ويروى: لا تضامون، على صيغة ما لم يسم فاعله. قال ابن سيده: ولم أر ضام متعديا إلا فيه، ويروى: تضامون، من الضيم، وهو مذكور في موضعه، قال ابن الأثير: يروى هذا الحديث بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه لا ينضم بعضكم إلى بعض وتزدحمون وقت النظر إليه، قال: ويجوز ضم التاء وفتحها على تفاعلون وتفاعلون، ومعنى التخفيف لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعضكم دون بعض. والضيم: الظلم، فأما قول أبي ذؤيب:
فألفى القوم قد شربوا، فضموا، أمام القوم منطقهم نسيف أراد أنهم اجتمعوا وضموا إليهم دوابهم ورحالهم، فحذف المفعول وحذفه كثير.
واضطممت الشئ: ضممته إلى نفسي، واضطم فلان شيئا إلى نفسه، وقال الأزهري في آخر الضاد والطاء والميم: وأما الاضطمام فهو افتعال من الضم. وفي الحديث: كان نبي الله، صلى الله عليه وسلم، إذا اضطم عليه الناس أعنق أي ازدحموا، وهو افتعل من الضم، فقلبت التاء طاء ولأجل لفظة الضاد. وفي حديث أبي هريرة: فدنا الناس واضطم بعضهم إلى بعض. واضطمت عليه الضلوع أي اشتملت.
والضمام: كل ما ضم به شئ إلى شئ وأصبح منضما أي ضامرا كأنه ضم بعضه إلى بعض.
وضاممت الرجل: أقمت معه في أمر واحد منضما إليه.
والإضمامة: جماعة من الناس ليس أصلهم واحدا ولكنهم لفيف، والجمع الأضاميم، وأنشد:
حي أضاميم وأكوار نعم ويقال للفرس: سباق الأضاميم أي الجماعات، قال ابن بري: ومنه قول ذي الرمة:
والحقب ترفض منهن الأضاميم وفي كتابه لوائل بن حجر: ومن زنى من ثيب فضرجوه بالأضاميم، يريد الرجم، والأضاميم: الحجارة، واحدتها إضمامة. قال: وقد يشبه بها الجماعات المختلفة من الناس. وفي حديث يحيى بن خالد: لنا أضاميم من ههنا وههنا أي جماعات ليس أصلهم واحدا كأن بعضهم ضم إلى بعض. والإضمامة من الكتب: ما ضم بعضه إلى بعض. الجوهري:
الإضمامة من الكتب الإضبارة، والجمع الأضاميم. يقال: جاء فلان بإضمامة من كتب. وفي حديث أبي اليسر: ضمامة من صحف أي حزمة، وهي لغة في الإضمامة.
والضم والضمام: الداهية الشديدة. قال أبو منصور: العرب تقول للداهية صمي صمام، بالصاد، قال: وأحسب الليث رآه في بعض الصحف فصحفه وغير بناءه، والضمضم مثله. وقال أبو حنيفة: إذا سلك الوادي بين أكمتين طويلتين سمي ذلك الموضع الموضع المضموم.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست