لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٥
الغلام فانتزعه من أمه وأردفه راحلته، فلما قدم مكة قال الناس: أردف المطلب عبده، فسمي عبد المطلب، وقالت أمه: كنا ذوي ثمة ورمه، حتى إذا قام على تمه، انتزعوه عنوة من أمه، وغلب الأخوال حق عمه، قال أبو منصور: وهذا الحرف رواه الرواة هكذا: ذوي ثمة ورمه، وكذلك روي عن عروة وقد أنكره أبو عبيد، قال: والصحيح عندي ما جاء في الحديث، والأصل فيه ما قال ابن السكيت: ما له ثم ولا رم، فالثم قماش البيت، والرم مرمة البيت، كأنها أرادت كنا القائمين بأمره حين ولدته إلى أن شب وقوي، والله أعلم.
والرم: النقي والمخ، تقول منه: أرم العظم أي جرى فيه الرم، وقال:
هجاهن، لما أن أرمت عظامه، ولو كان في الأعراب مات هزالا ويقال: أرم العظم، فهو مرم، وأنقى، فهو منق إذا صار فيه رم، وهو المخ، قال رؤبة:
نعم وفيها مخ كل رم وأرمت الناقة، وهي مرم: وهو أول السمن في الإقبال وآخر الشحم في الهزال. وناقة مرم: بها شئ من نقي. ويقال للشاة إذا كانت مهزولة: ما يرم منها مضرب أي إذا كسر عظم من عظامها لم يصب فيه مخ. ابن سيده: وما يرم من الناقة والشاة مضرب أي ما ينقي، والمضرب: العظم يضرب فينتقى ما فيه. ونعجة رماء: بيضاء لا شية فيها.
والرمة: النملة ذات الجناحين، والرمة: الأرضة في بعض اللغات.
وأرم إلى اللهو: مال، عن ابن الأعرابي: وأرم: سكت عامة، وقيل: سكت من فرق. وفي الحديث: فأرم القوم. قال أبو عبيد:
أرم الرجل إرماما إذا سكت فهو مرم. والإرمام: السكوت. وأرم القوم أي سكتوا، وقال حميد الأرقط:
يردن، والليل مرم طائره، مرخى رواقاه هجود سامره وكلمه فما ترمرم أي ما رد جوابا. وترمرم القوم:
تحركوا للكلام ولم يتكلموا. التهذيب: أما الترمرم فهو أن يحرك الرجل شفتيه بالكلام. يقال: ما ترمرم فلان بحرف أي ما نطق، وأنشد: إذا ترمرم أغضى كل جبار وقال أبو بكر في قولهم ما ترمرم: معناه ما تحرك، قال الكيميت:
تكاد الغلاة الجلس منهن كلما ترمرم، تلقي بالعسيب قذالها الجوهري: وترمرم إذا حرك فاه للكلام، قال أوس بن حجر:
ومستعجب مما يرى من أناتنا، ولو زبنته الحرب لم يترمرم وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان لآل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحش فإذا خرج، تعني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعب وجاء وذهب، فإذا جاء ربض ولم يترمرم ما دام في البيت، أي
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست