لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١٣٥
ويقال: هذه ليالي الحسوم تحسم الخير عن أهلها كما حسم عن عاد في قوله عز وجل:
ثمانية أيام حسوما أي شؤما عليهم ونحسا.
والحيسمان والحيمسان جميعا: الآدم (* قوله جميعا الآدم الذي في المحكم: الضخم الآدم)، وبه سمي الرجل حيسمانا. والحيسمان:
اسم رجل من خزاعة، ومنه قول الشاعر:
وعرد عنا الحيسمان بن حابس الجوهري: وحسمى، بالكسر، أرض بالبادية فيها جبال شواهق ملس الجوانب لا يكاد القتام يفارقها. وفي حديث أبي هريرة: لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض، قيل: وما ذاك السنبك؟ قال: حسمى جذام، ابن سيده حسمى موضع باليمن، وقيل: قبيلة جذام. قال ابن الأعرابي: إذا لم يذكر كثير غيقة فحسمى، وإذا ذكر غيقة فحسنا (* قوله فحسنا بالفتح ثم السكون ونون وألف مقصورة وكتابته بالياء أولى لأنه رباعي، قال ابن حبيب: حسنى جبل قرب ينبع. وكلام ابن الأعرابي غامض، لا يدرى إلى أي قول قاله كثير يعود)، وأنشد الجوهري للنابغة:
فأصبح عاقلا بجبال حسمى، دقاق الترب محتزم القتام قال ابن بري: أي حسمى قد أحاط به القتام كالحزام له. وفي الحديث:
فله مثل قور حسمى، حسمى، بالكسر والقصر: اسم بلد جذام.
والقور: جمع قارة وهي دون الجبل. أبو عمرو: الأحسم الرجل البازل القاطع للأمور. وقال ابن الأعرابي: الحيسم الرجل القاطع للأمور الكيس. وقال ثعلب: حسى وحسم وذو حسم وحسم وحاسم مواضع بالبادية، قال النابغة:
عفا حسم من فرتنا فالفوارع، فجنبا أريك، فالتلاع الدوافع وقال مهلهل:
أليلتنا بذي حسم أنيري، إذا أنت انقضيت فلا تحوري * حشم: الحشمة: الحياء والانقباض، وقد احتشم عنه ومنه، ولا يقال احتشمه. قال الليث: الحشمة الانقباض عن أخيك في المطعم وطلب الحاجة، تقول: احتشمت وما الذي أحشمك، ويقال حشمك، فأما قول القائل: ولم يحتشم ذلك فإنه حذف من وأوصل الفعل.
والحشمة والحشمة: أن يجلس إليك الرجل فتؤذيه وتسمعه ما يكره، حشمه يحشمه ويحشمه حشما وأحشمه. وحشمته:
أخجلته، وأحشمته: أغضبته. قال ابن الأثير: مذهب ابن الأعرابي أن أحشمته أغضبته، وحشمته أخجلته، وغيره يقول: حشمته وأحشمته أغضبته، وحشمته وأحشمته أيضا أخجلته. ويقال للمنقبض عن الطعام: ما الذي حشمك وأحشمك، من الحشمة وهي الاستحياء. قال أبو زيد: الإبة الحياء، يقال: أو أبته فاتأب أي احتشم. وروي عن ابن عباس أنه قال: لكل داخل دهشة فابدؤوه بالتحية، ولكل طاعم حشمة فابدؤوه باليمين، وأنشد ابن بري لكثير في الاحتشام بمعنى الاستحياء:
إني، متى لم يكن عطاؤهما عندي بما قد فعلت، أحتشم
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست